نحن الفقراء أيّها المخمليون
كامل النصيرات
جو 24 :
أيها الفقراء : لا يجرمنكم شنآن قومٍ لا يعدلون ..فهم لن يعدلوا ولو خرجت أمعاؤكم أمامهم و أطاحت بكل ادعاءاتهم الكاذبة ..! أنتم الفقراء سواءً اعترفوا بفقركم أم رأوا (الخبزة) في أيديكم (عجبة) ..! يحسدونكم على موبايلاتكم و يقولون أن الذي معه موبايل ليس فقيراً ..وكأن الموبايل ليس ضرورة هذه الأيام كالتنفّس و الكلأ و النار ..والذي ليس معه موبايل إنما هو مقطوع مسجون ولو كان وسط الناس وفي تزاحم ضجيجهم..!
يقولون : فلان لديه ستالايت ..إذن ليس فقيراً ..؟ وما علموا بأن الفقراء هم من كانوا يشترون الكتاب و الجريدة و كل أدوات العلم لكي لا يكون فقراً و غياباً عن الحياة ..فامتلاك الستالايت ليس دليل (سُترة) ولا دليل (غنى) ..!
قبل ثلاثين عاماً في قريتي ..لو مررتَ بكل دكاكينها ؛ لا تجد دكانة تبيع ( شوكلاتة ) بالكراميل ..كنّا نراها في دعايات التلفزيون الأبيض والأسود ..ومن يأكلها فإنما يُحسب من علية القوم ..! أمّا اليوم فكل دكاكين قريتي المائة لا تخلو من كل أنواع الشوكلاتة رغم الفقر و الجوع الحقيقي ..فهل هذا دليل غنى ..؟!.
أيّها الفقراء انهم يحسدونكم نعمة الحياة ..نعمة الدفء..نعمة شرب كاسة الشاي المشتركة التي لا يعرف لذتها إلاّ الطاعنون في الألم المشترك و الحضن الذي لا يخيب ..! لا يريدونكم أن تمارسوا الحياة إلا تسوّلاً و إلحافاً ..لأنكم في نظرهم (زوائد دودية) قابلة للازالة وقت الضيق..!
أيها الفقراء : ستزدادون وأنتم مُشاة في طريقكم ..و ستطوقون الأوطان بالمهج والأرواح ..و ستتقاسمون فنجان القهوة و مشوار الطريق ..وستثبتون في أحلامكم المقتولة و العائدة من الموت..وسيبقى (الفوقيون) ينظرون أن إدارتهم في حساب ما صرفوه عليكم هو الفارق في التعامل ..وستزداد فوقيتهم ..و سيقتلون ذاكرتهم نحوكم و يستبدلونها بذاكراة دفاعية من أجل التخلّي عنّكم ..لأنكم الأصل و هم النسخة المزورة..!
عاشت الإنسانية الحقيقيّة ..ولتسقط فوقيةّ المخمليين ..!