بداخلك السحر الرباني فقاوم
أحسّ بأوجاعكَ..لأنّكَ قلبي ..فأنت النابضُ واللاهثُ وأنت الآخذُ مني و المُعطي لي ..وأنت المذبوح بحدّك حيثُ نبضتَ وحيثُ لهثتَ ..! أوجاعك وإن جاءتها تُخمة احباطاتٍ ؛تقصدك بذاتك..لتهزم فيك النشوة أو تشعل فيك النوم فتستسلم عن طوعٍ لمغتصبٍ و تعلن أنك تمارس حرّيتك بكامل شَللك و لست بحومة العبوديّة التي لا قيد فيها سوى نظرة ذلّ لا تجعلك تغادر مكانك..!.
آه ..تحسبني أهرف..أو اتنطّع..أو أتفلسف عليك بكلماتي الراكضة إليك و أنت بفنجان قهوتك تسابق الرشفة بالكلمة و لذة الطعمين المُرّين..! يالابتعادك عني ..بل يا لابتعادك عنك..!.
كل شرور العالم تتسابق نحوك وأنت المستسلم لم تستسلم ..لكنك أيضاً لستَ تحاربُ ..لستَ تواجه ..لست تقول كفى ..! وحين تؤوي إلى نفسك تظنّ بأنك بلا أسلحةٍ ..بلا ترسٍ ..بلا انتصار..!.
بداخلك كل أسلحة الدنيا..فقاومْ..بداخلك السحرُ الربّانيُّ فقاومْ..اخرجْ هذا السحر ولا تنظرْ للمشهد كالأبله..قاومْ ..وُجدتَ لكي تقاوم..و خلطة المقاومة بيديك ..اضف عليها سحرك كي تتحوّل طعم الأشياء..أحياناً القهر له لذة حين تصبّ على القهر خفّة دمّك..و للانبطاح ألف لذّة حين يكون الانبطاحُ على شكل سيفٍ أو رصاصة..حتّى الموتُ له لذّة حين تقدّمه للغازين على طبقٍ من سُمٍّ يجعلهم لا يرتاحون لموتك .
سحرَكَ سحرَك..إياك بأن تتنازل عنه أو تقرضه لأيّ كان..إياك بأن تعبثَ فيه لتتسلّى ..إيّاك بأن يضحكوا عليك ويطلبوا منكَ وضعه في الأمانات ..إيّاك بأن تعقد فيه أية صفقة ..إيّاك بأن تصدقهم و تبعده عنك لساعة ؛ مقابل خبز عيالك..إياك وإياك و إيّاك..
اجنحْ للسحرِ الساكنِ فيك..وانثرْ وجهك في كل الأزقّة وفي كل طابور و على كل خرم..وأعلم أن سحرك هو سرُّ الله فيك ..أودعك إياه لكي تكسر فيه كلّ الأسلحة الأخرى المصوّبة نحوك..كي تخرج فيه كالعنقاء من رمادك بعد ألف حريق..!.
السحرُ الربانيُّ بيتك و طعامك و إيمانك و خطاك ..فلا تهدم بيتك فتجوع بكفرٍ و تقعد ملوماً محسوراً..!!.