مُنع من النشر.. مجروح من الانتخابات الأخيرة
كامل النصيرات
جو 24 :
نعم مجروح ..ليس للنتائج التي تبدّلت أكثر من مرّة عينك عينك فقط ..وما كان لها أن تتبدل لو أنّ الجاهزية كانت على ما يرام ولم يدخلوا الناس في الحائط مرّة تلو مرّة ..مرّة لاعلان هذا فائزاً ثم يتم التراجع عن الفوز لصالح ذاك ؛ بحجة أنّ النتائج أوليّة والناس ما تعرف تحسب ..! قلتُ ليس لهذا مجروح فقط ..
بل لأنني راقبتُ وشاهدتُ و كنتُ عاجزاً عن التوثيق ..شاهدتُ كيف تخرج المصاري فجأة ووسط الحشود ..وكيف يقبض البائعون و كيف يعطي المشترون ..! شاهدتُ كيف يتدافع الناس على المشتري ..وكيف يتفاوضون..؟! بل إن هذه المرّة لم يكن البيع و الشراء سريّاً جدّاً ؛ بل به بعض العلنية ..به بعض الوقاحة..والأدهى به بعض التفاخر..!!.
مجروح ؛ لأن الكثيرين تذللوا إليك من أجل صوتك ..رفعوك لأعلى مكانة ..جعلوا منك الغاية و الهدف ؛ وفجأة بعد الفوز بلحظات ؛ يخرج الشخص الآخر من داخلهم فيرقصون أمامك بنديّة وفشخرة ويقولون لك وأنت من أعطاهم الصوت : خاوة ..دق خشوم ..عمامك يا ولد ..أسيادك ..!!
فجأة ..تظهر العشيرة عنواناً بارزاً للنصر ..وقبل قليل كانوا يحلفون أغلظ الأيمان أنهم ليسوا مرشحي عشائر بل مرشحون عن كل الناس..! أيّ فصام مقيتٍ هذا ..؟ وأي تزوير للدعاية الانتخابية وعينك عينك ..بلا مراعاة لمن وقف معهم و جلب لهم الفوز الذي صار فجأة (خاوة ناوة..و دق خشوم ..وإحنا كبار البلد )..؟!
مجروح نعم ..وألف نعم ..لأن في القلب غُصصاً وليس غُصّة واحدة ..وهناك كلام لا تستطيع إثباته ولكنّ أغلب الناس تعرفه و تدركه و تعيشه و تراه ولو دحضوه بألف يمين لن تصدق لأنك شاهد عيان عليه وأنت لا تُكذّب نفسك ولكنك خالٍ من الأدلة و الشواهد ..!
مجروح ..لأن الحريّة اختصروها بالذي يريدونه فقط ..ولأن الديمقراطية معناها في الأردن : أنا ومن بعدي الطوفان ..!