بكرة بس أكبر
وها قد كبرت..أين كلامك الأول : بكرة بس أكبر ..؟ كنتَ تعيدها و تزيدها و تتوعد بها وأنت تطلب مصروفك من أمّك بعيداً عن عيني أبيك ..كنتَ تقولها لأبناء صفّك في الابتدائي و الإعدادي و الثانوي حين الفورصة أو على شبّاك (المقصف/الكانتين) أو في الطريق إلى الحنفيّات حينما كنت تتآمر مع طالب ثان للسرمحة خارج الحصة وترفع اصبعك بسرعة الموجوع : أستاز أستاز زحمان كثير ..!
كان الكبار يلوّنون لك مستقبلك ..كنت تصدّق كل الألوان بأن الدرب ممهدةٌ والأبواب ستفتحها أنت؛ بس لمّا تكبر ..كنتَ تعد الصبايا التي في قريتك بمواويل جديدة تجعلهنّ ندّاً للصبايا اللواتي يخرجن في الاعلانات والمسلسلات؛ بس لمّا تكبر ..كنتَ تقول لأمّك بلحظة طفولية: بكرة بس أكبر ما رح أتركك، رح اتجوز واقعد عندك في البيت و أخلّي مرتي خدّامة عند رجليكي؛ كانت تضمّك و تبوسك من كل مكان و تحكي لك: يا حبيبي و يا روحي و يا عيوني .. لذا كنت تتبجّح أمام الصغار أمثالك: بكرة لمّا أكبر رح أعمل و رح أسوّي ..لم تكن تحلم فقط ..بل كنتَ على أعصابك وأنت تنتظر أن تكبر ..بل كنتَ تكبر وأنت تنتظر أن تكبر ..بل كنتَ تشيخ وأنت تنتظر أن تكبر ..بل أنت على حفّة قبرك وأنت تنتظر أن تكبر ..!!
لن أحاسبك على وعودك منذ كنتَ تترجّى أمّك أن تخيط لك بنطلونك (المفروط/الممزوع) بخيط ملائم للون البنطلون ..إلى أن أصبحتَ نجماً بالوعود المشلولة ..لن أحاسبك على شيء فأنا أعلم بك بظروفك: بكرة بس أكبر ..! ولكني سأسألك سؤالاً واحداً يا ابن أمّي ولا تأخذ بلحيتي: هل ما زلتَ فعلاً تنتظر ببكرة بس تكبر وإلاّ خلص بحْ نفّقنا ..؟؟؟!!