من يروي عطش الجنوب؟!
على الرغم من أن ماء الوسط والشمال يأتي من «الديسي في الجنوب»، وعلى الرغم من أن ميناءنا الأوحد يقع في بحر الجنوب «العقبة»، وعلى الرغم من أن منهل الإباء والوفاء ينبع وينبت أيضا من وجع الجنوب، إلا أننا لن نقف عند تقصير بعض المسؤولين تجاه الجنوب، لكننا نتحدث باقتراح نقدمه لوزارة التعليم العالي ومجلس التعليم العالي، ولا أعتقد بأن مثل هذا الاقتراح يتناقض مع السياسات والقرارات التي يجترحها رئيسا جامعتي الحسين والطفيلة التقنية، الهادفة الى جذب مزيد من الطلبة الأردنيين الى هاتين الجامعتين، وهما الجامعتان اللتان تعانيان من عوامل طاردة للطلبة من خارج محافظتي الطفيلة ومعان وسائر محافظات الجنوب.
التعليم العالي أعطت صلاحيات لرئيسي الجامعتين بقبول طلبة الثانوية من خريجي السنوات السابقة، وعلى مقاعد التنافس، شريطة أن يحققوا شروط القبول في كل كلية، أي أن يتم الالتزام بالحدود الدنيا لمعدلات القبول في الكليات، ولا بد سيكون لهذا القرار أثره الإيجابي على جذب طلبة جدد الى هاتين الجامعتين، علما أن المعلومات تفيد بأن جامعة الحسين بن طلال تحقق تقدما ملموسا في السنوات الأخيرة على صعيد استقطاب المزيد من الطلبة، فعدد الطلبة الجدد في الجامعة لهذا العام مثلا، يزيد عن عددهم العام الماضي.
ولمزيد من تفاصيل عن الأرقام حول عدد القبولات في الجامعتين لهذا العام، تقول أرقام وزارة التعليم العالي بأن عدد الطلبة الذين تم قبولهم ضمن قائمة التنافس للدورة الصيفية لهذا العام الدراسي 2016 – 2017 في جامعة الحسين بن طلال بلغ 1040 طالبا وطالبة، و36 طالبا من القائمة الشتوية عن العام نفسه، يضاف اليهم 201 من الطلبة الذين أساءوا الاختيار عن الصيفية و163 من قائمة سوء الاختيار عن الدورة الشتوية، وعلى قائمة المناقلات بين الطلبة انتقل الى الجامعة 55 طالبا، بينما انتقل منها 255 طالبا !، اما عن الشهادات الأجنبية «الثانوية» فقد قبل في الجامعة عن الدورة الصيفية 5 طلاب من حملة الشهادات الثانوية الأجنبية، و13 طالبا من حملة ثانوية «ليبيا واليمن» ، و4 طلبة من الدورة الشتوية، وقبل في الجامعة طالب واحد (1) من ابناء الأردنيات، ولا يوجد تجسير حتى الآن !، علما أن مجموع الطلبة الذين التحقوا فعلا بالجامعة 780 طالبا وطالبة في مختلف التخصصات من أصل 1263 ..!
وبالنسبة لجامعة الطفيلة التقنية فتقول الارقام بأ عدد الطلبة الذين قبلوا فيها ضمن قائمة التنافس عن الدورة الصيفية للعام 2016 – 2017، بلغ543 طالبا وطالبة، أما عن الدورة الشتوية للعام نفسه 16 طالبا، وبلغ عدد الذين تم قبولهم فيها ضمن قائمة اساءة الاختيار عن الصيفية 16 طالبا، وعن الشتوية 141 طالبا، وانتقل الى الجامعة 27 طالبا ضمن قائمة المناقلات، بينما انتقل منها 164 طالبا، ومن حملة الثانوية غير الأردنية تم قبول طالبين من حملة الثانوية الأجنبية، و16 طالبا من حملة الثانوية اليمنية والليبية، وتم قبول طالب واحد (1) من حملة الثانوية غير الأردنية عن الدورة الشتوية، وقبول طالب واحد (1) من ابناء غير الأردنيات، ولم يقبل حتى الآن اي طالب على قائمة التجسير !، ومجموع من تم قبولهم في جامعة الطفيلة التقنية للعام الدراسي 2017 – 2018 حوالي (750 طالبا وطالبة) ولم احصل على الرقم الفعلي عن الذين التحقوا فيها فعلا، لكنه عدد لم يبلغ 650 طالبا حسب بعض المصادر.
التساؤل متعلق بطلبة الدبلوم الذين تجاوزوا امتحان الشامل بنجاح في السنوات السابقة، وحققوا شروط التجسير الى الجامعات، لكنهم لم تشملهم النسبة المسموح بها كل عام للتجسير الى الجامعات، لا سيما وأن وزارة التعليم العالي تسعى الى تقليص هذه النسبة، وقد قلصتها فعلا لهذا العام الدراسي وطرحت منها 5% لتصبح 20% من نسبة الذين تجاوزوا امتحان الشامل عن العام الدراسي 2016 – 2017، فلماذا لا يتم منح رؤساء الجامعات صلاحية قبول خريجي الدبلوم من الذين تجاوزوا امتحان الشامل في السنوات السابقة وحققوا شروط التجسير المعروفة؟ هؤلاء فئة من الأردنيين حازوا على شهادات تعليمية متوسطة «دبلوم» ويمكنهم أن يكملوا دراستهم لتحصيل شهادات البكالوريوس، ويمكنهم ذلك لو تم قبولهم في الجامعتين المذكورتين على التنافس، وأعتقد بأن مثل هذا القرار سيستقطب أعدادا من الطلبة في الجامعتين قد يفوق ما تستقبله من حملة الثانوية العامة القدماء..ما مبررات التعليم العالي حين يستثنون رئيسي الجامعتين من صلاحيات قبول هؤلاء الطلبة؟ ألا تعاني الجامعتان من عوامل طاردة بما يكفي، إذا لماذا لا يتم فتح هذه النافذة..
ادعموه؛ إن أنين الناي أوفى حين يخفق قلب الجنوب .. وأنين الناي أبقى مما تكتنزه كل الجيوب.
فاعطني الناي وغني: من يروي عطش الجنوب!