تعلّمْ كيف تخاصم
كثر في الآونة الأخيرة خصومي ..وهم أحباء ومعارف ..لأن الخصومة لا تقال إلا لهؤلاء وسواهم هم الأعداء كما يقال ..
أسوأ أنواع الخصومة هي أن يخاصمك أحدهم دون أن يقول لك وأنت لا علم لك ..حتى إنك تسأله يقول لك : ما في شي ..أو يطلب منك أن تكتشف سبب زعله منك لحالك ..وتراجع كل تاريخك معه ولا تجد نفسك إلاّ في ورطة عدم الوصول للسبب ..!
أتذكر حينما تدربتُ على السواقة و اشتريتُ سيارتي قبل سنوات؛ كثيرون قالوا: أبو وطن تكبّر علينا بعد السيارة وبطّل يرد السلام ..وذاك لأنني كنت وأنا أمشي أردّ السلام على كل من أراه (يداي كانتا مثل مسّحات السيارة طالعات نازلات) ..ولأنني تعلمتُ السواقة على كبر ..كنت (أترتح) بالاستيرنق بيديّ الاثنتين ولا أنظر يمينا ولا شمالاً؛ بس لقدّام ..وحين أمرّ من جانب أحدهم فأنا في الحقيقة لا أراه وإذا رأيته لا أستطيع ترك الاستيرينق لطرح السلام ..وهات يا حكي و نميمة بعدها ..وفعلاً وجدتُ الكثيرين (ماخذين على خاطرهم بل ومنهم اللي زعلان) لأني تكبّرتُ ..!
بالأمس بعث لي صديق برسالة قصيرة يخبرني فيها لماذا هجرني منذ 13 عاماً بعد أن رجوته كثيراً أن يخبرني وبعد أن وسّطتُ أكثر من سبعة أشخاص طوال السنوات المنصرمة ولم يفلحوا..أخيراً قرّر أن يكشف عن السرّ القومي الخطير لسبب خصومته لي وابتعاده عنّي : «جيت عليك ع الدار وما لقيتك و تركتلك خبر و انت طنشتني ....!!
هناك من يخاصمك على رنة تلفون ومن يخاصمك على توقع حضور ..وعلى أقل من ذلك فهناك من خاصمني على سيجارة لم أكن أملكها حينها ..
الناس في خصوماتهم مذاهب على ما يبدو ..ولكن الذي أعلمه أننا يجب أن نتعلم من جديد : كيف نخاصم ..؟!