منع من النشر || لسنا شعوباً بل قبائل

من يعتقد بأننا (شعوب) و لها من حضارة الشعوب ما لها ؛ فليراجع قدراته الحواسيّة..! الشعوب لا تتحوّل إلى كُتلٍ بشرية تستقبل الأوامر بذلها وإذلالها وهي تقول : تسلم يا طويل العمر ..! الشعوب لا تتقدّم إلى الفساد برجليها و تلهم منه بيديها و تخبّئ منه لمستقبلها وهي تطالب بمحاربة الفساد الذي لا تراه إلا عندما يسرق أحدهم فسادها منها ليمارسه هو بدلاً عنها ..!!,

الشعوب التي لا تفرّق وقت الأزمات بين (الشعر و الشعير) ليست شعوباً ..والشعوب التي تقتل بيديها حساسينها وعصافيرها و تنصب مشنقة للمدافع عنها و تخوزق فاعل الخير فيها ..و الشعوب التي تموت وهي تتغزل بالاحذية ولعق بالبساطير ..و الشعوب التي كلّ أحلامها أن تنال رضا (كل طويلي العمر ؛ قصيري البصر و البصيرة ) ..الشعوب التي تستسلم قبل الحصار و تنهزم قبل المعركة و تصفّق قبل الاحتفال و تنام قبل الليل و تأكل قبل الجوع و تترع وسط الشكوى و التذمر و تمشي قبل المطالبة بحقّها و تعطش عند البئر ..هذه بالتأكيد ليست شعوباً ..!

إنها قبائل ..ما زال يحكمها قانون العبودية ..ما زال يسيري عليها قانون (تامر يا عمّي) ..ما زال (شاعرها) إن مدح ؛ تحول إلى وزارة إعلام ..وإن قدح؛ ركضت وراءه بطانة الشيخ لاسترضائه أو قتلوه ..! ما زال في ضمير القبائل أن الحق مع الظالم القوي وأن الأحكام العرفيّة هي السبيل الوحيد لنشر الحرية ..ما زالت هذه القبائل ترى الحلول كلها لن تأتي إلا عن طريق (اطعم الثم تستحي العين) وترى أن الحضارة لا يمكن بلوغها إلاّ بـ(الهجيني و الربابة و العنقرة) ..وترى أيضاً أن دراسة الاقتصاد مضيعةٌ للوقت ..وأن علوم الفلسفة هي (كلام فارغ) ..وأن الفيزياء من عمل الشيطان الذي يجب الاستعاذة منه ..!

نحن قبائل ..نبني امجادنا على الفراغ ..و نعطي للريح خططنا للمستقبل ..قبائل كلّما أرادت أن تعيش ؛ خرجت بالليل وجزّت أعناق العلم و ركضت لتركع أمام (طويلي الأعمار) وقالت لهم : منّا الشعر و منك الشعير ..!