jo24_banner
jo24_banner

عربيات رئيسا للوزراء؟!

فهد الخيطان
جو 24 : مجرد اتصالات أولية، لم تتعد مرحلة جس النبض، حول إمكانية ترشيح القيادي البارز في الحركة الإسلامية عبداللطيف عربيات لتشكيل الحكومة الجديدة، كانت كفيلة بإطلاق موجة واسعة من الجدل السياسي والإعلامي لم تتوقف حتى الآن.
عربيات شخصية سياسية وازنة، وكان على الدوام صوتا معتدلا في الحركة الإسلامية. وسبق له أن تولى رئاسة مجلس النواب بعد عودة الحياة البرلمانية قبل ربع قرن تقريبا. وتولي عربيات لمنصب رئيس الوزراء سيكون بلا شك اختراقا سياسيا مهما، يخلط أوراق اللعبة على نحو مثير وإيجابي.
اهتمام وسائل الإعلام بالفكرة التي تبناها قياديون في حزب الوسط الإسلامي، بدا أمرا متوقعا، لما تنطوي عليه من أبعاد سياسية تثير فضول المتابعين والقراء على حد سواء. لكن اللافت هو في الكيفية التي استقبلت بها قيادات الحركة الإسلامية الفكرة التي لم تكن سوى اقتراح لم يطرح على طاولة صاحب القرار بشكل رسمي بعد.
منذ اللحظة الأولى، حاول المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين همام سعيد، وأد الفكرة في مهدها، بالقول إن المشاركة في الحكومات غير واردة على أجندة الحركة الإسلامية في هذه المرحلة. أما نائبه زكي بني ارشيد، وإن كان أقل تشددا من المراقب العام، إلا أنه وضع قائمة من الشروط التي تستحيل معها المشاركة.
محاولة سعيد وبني ارشيد إغلاق باب النقاش في الموضوع لم تفلح في إقناع قيادات في الحركة، وعربيات نفسه، بالصمت؛ إذ توالت التصريحات والمقابلات والمقالات التي تتناول الاقتراح من كل جوانبه، لا بل إن المرشح للمنصب دخل في تفاصيل التشكيل الوزاري وشروط نجاحه. وتكفّل قيادي آخر، هو الدكتور إرحيل غرايبة، بتفنيد وجهة نظر المراقب العام ونقدها من أساسها.
أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور، دخل على خط السجال أيضا. الرجل المعروف بمواقفه المعتدلة، بدا منفتحا على فكرة المشاركة مثل عربيات، لكنه ظل حذرا حتى لا ينال حصة من غضب "الصقور".
ومن المؤكد أن الحوارات التي دارت بين قادة الحركة خلف الأبواب المغلقة هي أكثر سخونة من تلك التي شهدناها في وسائل الإعلام.
مجمل المناقشات حول ترشيح عربيات لمنصب الرئاسة كانت مناسبة لتحسس عمق الخلافات في بيت الإخوان المسلمين حيال دور الحركة في المستقبل، وموقفها بعد قرارها بمقاطعة الانتخابات النيابية. ولا شك في أن الجدل الدائر حول مبادرة "زمزم" يمثل وجها من وجوه التحدي الذي ينتظر الإسلاميين في المرحلة المقبلة.
فرص تكليف عربيات بتشكيل حكومة تبدو ضئيلة، إن لم تكن معدومة، في ظل وجود تكتلات نيابية سيكون لها القول الفصل، إلا أن عربيات أسقطها من حساباته وهو يعرض خطته للتشكيل.
بالنسبة لعديد المراقبين، السجالات المحتدمة بين الإسلاميين حول المشاركة من عدمها بدت مثيرة حقا؛ أكبر قوة معارضة منظمة في البلاد، كانت إلى الأمس القريب تتوعد بفرض الإصلاحات فرضا على النظام، يشتبك قادتها في نقاش ساخن حول عرض، مجرد عرض، من أحد السياسيين لمنصب رفيع في الدولة، تهافت عليه الجميع مؤيدين ومعارضين للمشاركة!الغد
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير