jo24_banner
jo24_banner

منع من النشر || نعم ؛ الحريّة لسعد

كامل النصيرات
جو 24 :
منذ عشرين عاماً وأنا أعرف هذا (السعد) الجميل ..والذي تبرق عيناه صدقاً وإخلاصاً وهو يتكلّم عن الجماهير المظلومة و عن الشعوب المركوبة وعن الأردن الذي يحاول استرداد عافيته ..!

كان (سعد) حينها مليئاً بالعنفوان الثائر ..يريد الخلاص له و لمن يحبّهم وهو يحبّ الجميع إلاّ المارقين والمتسببين بأوجاع الناس ..! قبل عشرين ؛ كان سعد ؛ يورد (إبل) النضال في كلّ مرعى يستطيع الوصول إليه ..ومع أنّ كثيرين كانوا يصرخون عليه : ما هكذا تورد الإبل يا سعد ؛ إلاّ أنّ سعداً اعتبر نضاله يليق بكلّ مكان ..لذا تحمّل واحتمل وما بدل تبديلا..!

وبعد عشرين عاماً ..وبعد أن غزاه الشيّبُ..و باع الغالي و النفيس ..و أصبح مرتعاً للديون..حتى صيدليته التي كانت (تستّر) عليه معاشه ؛ ضاعت وسط الطريق ..رأيتُ سعداً ..كنتُ أعتقد أنه مثل البقية ؛ قد يلحق به بعضُ تراجع ..بعضُ ندم ..بعض خفوت..بعض رخاوة ..بعض وبعض ..مع إني رأيته خلال العشرين عاماً قليلاً و تواصلنا أقل ..إلاّ أن مواقفه تصلني ..فوجدته الآن (نمراً) ناضجاً ..لم تزحزحه الأيام ..ولسانه السليط الجميل هو هو بل ازداد سلاطةً فيما يعتقد ..!

الأغوار و المزارعون يعرفون سعداً أيضاً ..يعرفون الفتى الأسمر الذي ما غاب عن تفاصيلهم إلاّ لسجن أو اعتقال..يعرفون غضبه و وعيه وصدقه ..لذا أحبوه ؛ وفي بلادنا ليس من شرط الحبّ الانتخاب ..!

سعد العلاوين العبادي الذي أكتب عنه اليوم ..ولا أعلم وقت النشر هل سيكون حرّاً طليقاً وعائداً إلى اعتصامه قرب السفارة الأمريكية التي ظلّ مرابطاً فيه حتى اعتقاله ؛ أم أنه سيكون الآن يناجي السجن و القضبان و الزنازن و هو يردد : يا ظلام السجن خيّم ؛ إنني نهوى الظلاما ..!

يستحق سعد العبادي الافراج الفوري إن كان هناك تلاحم في قضية القدس ..فهو خرج من أجل القدس ..ترك عائلته من أجلها ..ورابط هناك من أجلها ..وقاد (إبله) ليوردها مشاربها و مراعيها في المكان الصحيح ..!

لا تفصلوا سعداً عن إبله ..ودعوه يعلّم الجيل الجديد البطولة ..دعوه يلملمنا معه ..ودعوه يفعل من أجل القدس ما يشاء ..فسعدٌ يستحق الحريّة و البيرق ..!

نعم ؛ الحرية لسعد ..


kamelnsirat@yahoo.com
للتواصل على الواتس أب (0799137048 )
#كامل_النصيرات
 
تابعو الأردن 24 على google news