منع من النشر - مجلس نوابنا الفاخر و التفاؤل بالسنة الجديدة

على وقع نتائج تصويت نوابنا (الذين ما نابوا عنّا) على الموازنة أكتب هذه المقالة ..معترفاً بفضلهم ..سائحاً في عيونهم ..متلذذاً بعطائهم ..متمردغاً بثقافتهم العالية ..متنفساً من رحيق تلقيحهم لأزهار الوطن ..شاكراً لهم زمجرتهم في الذود عن لقمة المواطن ..مقدراً لهم خوفهم الذي بلا حدود على دموع الشعب ؛ هذا الشعب الذي فعل خيراً حين انتخبهم وجعلهم في مقدمة المشهد ..واثقاً بهم فكانت ثقة الشعب بمكانه ..!

لم يكن بيننا وبين العام الجديد إلا ساعات معدودات ..فقط ساعات ..و الناس كل الناس مشغولة بارسال التهاني و بطاقات الفرح الألكترونية ..فيها أدعية لا تُعد ولا تحصى عن الخير القادم وعن التفاؤل ..وإذ بمجلس نوابنا الفاخر الساحر ينجز مشروع الموازنة بجلسة واحدة أو بضربةٍ واحدة ..أنزل الموازنة للحلبة وهجم عليها هجوم التتار وكانت أسرع تصويت على مقدرات بلد بأكملها ..وبذا يثبتُ هذا المجلس أنه عمليٌّ وعمليٌّ جداً في كل ما يخص جلب الألم و احتلاب الوجع و استطعام خوازيقنا كي تكبر..! هذا المجلس لا يجلس إلا وهو قد اطمأن على رضا الحكومات عنه ..وكأنه مجلس لا يسير إلا بالرضا ولا يستقيم إلا بالهدهدة ..!

نشكر النواب ..فرداً فرداً ..وفخداً فخداً ..ومعدةً معدةً ..على هديتهم الجليلة ..نشكرهم لأنهم بيارقنا و بيادقنا ..لا ننكسهم وإن نكسونا و هم يحاربون الحكومة بدلاً عنا و ينتصرون لها و يتركوننا بعد أن يصنعوا لنا الهزيمة اللذيذة ..!

والآن أحدثكم عن التفاؤل بالعام الجديد ..أحدثكم عن الخير القادم ..أحدثكم عن كلّ معطيات الفرح ..عن السعادة التي تنتظرنا على أيديهم ..الآن فقط ؛ ندخل السنة الجديدة بألم جديد و خوازيق لا ترضى إلا بالاتساع ..!

شكراً لكم ..لأنكم عند ثقة الحكومة بكم ..أمّا نحن : طزّ علينا ..