هذه فلسطين يا أبناء الكذا ..
هذه فلسطين ..من لم يدرك قيمة اللفظة فليراجع كل قدراته اللغوية ..وليراجع معها كل أبجديات النطق ابتداءً من حروف الأطفال وهم يمشون على أربع و ليس انتهاءً بكيفية النطق عند عجوز يمسي على ثلاث و تساقط من أسنانه الصف الأمامي الأول..!
هذه فلسطين يا أبناء الكذا ..أوّل اللفظ وآخر الكلمات ..لا تهرب مع أنذالٍ في عتمة الليل ..ولا تواعد عميلاً قرب مقهىً يضج بالزبائن ..ولا تؤجّر روحها للراكضين إلى خمر التبعيّة ..ولا تلعب الغميضة مع أطفال الأنابيب ..ولا تتقاسم أنفاسها مع أصحاب بنك الخزي؛ لأن بنوك دمها فاتحةٌ أبوابها على مدار الساعة ولا تتعطل رغم الحصارات و الاحتلالات و الشهداء الذين لا ينتهون ..!
هذه فلسطين ..الباكية مع شموخ البكاء ..و المبتسمة وسط الخناجر والرماح والسيوف ..فلسطين التي تغزل ولا تغازل ..تمشي ولا تتماشى ..تقتحم ولا تتقاحم ..وتعرف كيف تتقن ترقص مع أبنائها ولا تتراقص مع الغرباء ..!
فلسطين ..مهما قالت التسريبات ..ومهما زادت المؤامرات ..ومهما أدخلوها في (صفقة) فإنها الصفعة ..فلسطين التي تشتغل على بياض ولا تضع نفسها حبلاً بيد سواد الليل يقودها كما تُقاد المتلذذة بعذاب جلاديها ..لأنها الواضحة النقية ..ولأنها مؤلفة القلوب و شاغلة الدروب وأكبر من الخطوب ..!
هذه فلسطين يا أبناء الكذا وكذا وكذا ..فلا تتعجلوا معها ..ففلسطين تحبّ التلذذ وهي تنظر للمارقين حين يفشلون معها و بها ..فلسطين تفتح المجالات جميعاً لكل من أراد أن يجرّب حظه بالهزيمة والانكسار ..فلسطين القول و الفعل و الحلم و الحقيقة ..فلسطين البقاء أيها المندثرون ..!
يا أبناء الكذا ..كفاكم شططاً ..ففلسطين ميزان من لا ميزان له..