الطفل الذي يمشي معك
مهما كبرت؛ سيبقى الطفل بداخلك ..مهما وقفتَ مواقف صعبة لا يقدر عليها الكبار؛ ستبقى تنظر للطفل الذي معك فإن رأيته ابتسم ستكون راضياً عن كل شيء قمتَ به ..وإن لم يرضَ فلن تهتم لكل هذا التصفيق لك ..!
كلّنا حينما نجتاز خطّ العمر الذي يقول لك: أصبحتَ حكيماً يا ولد ..يتوقف عندها الزمن ..لا تريد أن تكبر ..لا تريد أن تتمدد أكثر ..لا تريد أحداً أن يناديك (عمو) أو (يا حج) ..لا تريد أن تعترف أنك يجب أن تتخلى عن شقاوات كثيرة وعليك أن تفطن أنك دخلتَ العيبَ إن لم تلتزم ..!
وطفلك الذي في داخلك ..يخرج ..يتفرج عليك ..يمشي معك كظلّك ..يجلس قبالك حينما تتكلم ..يعطيك اللايك أو الدسكلايك أو يتركك معلقاً ..! يمشي معك ولا يتكلم ..يبتسم هو أو يكشّر ..يرضى أو يزعل..ينطنط على ظهرك من الفرح أو يصفعك على رقبتك وقت لا يعجبه أداؤك ..!
كل قضيتك هي مع هذا الطفل ..كل عوالمك بيد هذا الطفل ..لذا حينما تشعر بالفرح؛ هو أول المهنّئين وأقواهم ..هو من تنظره لكي يصبح فرحك شرعياً ..هو من يذكرك بكل أمكنتك ..هو من يحضر لك صور حبيباتك عند كل حبيبة جديدة ..هو من يجعلك تقارن بين مقلوبة أمّك ومقلوبة زوجتك ..هو من يجعلك تصرخ : أحنّ إلى خبز أمّي ..هو من يجبرك على التجاوز عن أخطاء أولادك لأنهم يشكلون الآن أطفالهم بداخلهم وبعد سنوات سيحمل كل منهم طفلاً بداخله ..سيخرجه ليمشي معه و يكون ظله ..ويعطيه إشارة الرضا و الغضب ..!