jo24_banner
jo24_banner

ومضى (أحمد) وهو يزيّتُ رشاشته

كامل النصيرات
جو 24 :

منذ جاء خبر استشهاد الأسطورة الفلسطينية «أحمد نصر جرار» ونحن نذرف الدمع الحارق ولكننا في حالة نشوة في ذات الوقت..! فأحمد لم يكن حدثاً عادياً..أحمد كان البطل المختبئ تحت مسامنا فأخرجته فلسطين لتكيد به الأعداء..عرفت فلسطينُ كيف تجهّزه ليوم كهذا ..قالت له وهو يحافظ على العينين الضاحكتين: كن يا ولدي حديث عشّاق الأوطان..كن أثراً للباحثين عن بوصلة..كن يا أحمد علامةً فارقة في التاريخ الإنساني كلّه..كن طمأنينة كلّ خائف على وطن لا يتحرر؛ وكن وجبة دسمة لمن يريد أن يشبع من حكايات الكفاح ولا يشبع..كن ظلّي و خلِّ يديك على الزناد..! فكان وكان وكان وكان..ما خذل أمّه فلسطين..ولا أخذته عاطفة الوداع وتراجع..بل نظر في عينيها وقال لها بكلّ وسامته : لبيك لبيك ..ومضى وهو يزيّت رشاشته ..!
في ساعاتك الثماني وأنت تطلق الرصاص..وتنتقل من قرنة لقرنة، وأنت تمدّ البصر وحيث مددته كان الجنود القتلة ..بالتأكيد استحضرتَ كلّ شيء..أمّك التي لم تودعها ..أباك الشهيد وهو يصنع المتفجرات ليلقن الصهاينة درساً في المقاومة جديداً ..وعلمتَ لحظتها أن الشهيد ينجب الشهداء وها أنت تلتحق بركب أبيك وتعرف طريقك للجنّة ..في غمضة عين تكون هناك..وفي فتحة عين تحضنُ أحبابك في الجنة و تقول لهم: القوافل الأخرى قادمة إليكم وفيها رائحة فلسطين ..تلك الرائحة التي تشبه رائحة الجنّة..!
لله درّك من فتىً إن ابتسمت أطلقتَ رصاصاً وإن رفعت يدك لاحت لك جماهير الباكين عليك؛ الفرحين بمعجزتك..وإن جلستَ جلستْ أمامك شعوبٌ وقبائل جلسة التلميذ أمام المعلّم كي تعلّمها كيف يكون التحرير وكيف تصفع أعداءك وتموت وأنت تبتسم.

 
تابعو الأردن 24 على google news