jo24_banner
jo24_banner

الفرح المزيّف بجرائم السطو

كامل النصيرات
جو 24 :
للذين سألوني: هل فرحت لحوادث السطو الأخيرة كما فرح الآخرون ؟ أجيبهم بلا تردد : لا والله ما فرحت ولا حدّثتُ نفسي بالفرح ولا أفكرُ مطلقاً بأن أعتقد اجتماعاً خاصاً مع حالي لمناقشة الفرح في جريمة لا يمكن بأي حال مهما تكالبت الظروف بأن أقف معها.
دراسة لماذا يحدث هذا هو الأهم ..وتكرار حوادث السطو بهذه الطريقة الاستعراضية بوقت قياسي هو الوجع..التصفيق للجريمة يبرر لجريمة أكبر..! والجريمة الأكبر هو ضياع ثقتك بالشارع و الدكانة و البنك و الصيدلية و المؤسسة وغيرهم وغيرهم ..وبالتالي ضياع الوطن أمام ناظريك ..الوطن ليس سماسرة وحرامية وإن طفوا على السطح..الوطن ليس شلّة فاسدين ونكاية بهم نعلن الفرح بجرائم السطو..والوطن ليس حكومات ظالمة ولا تلتفت إليك ولمناكفتها أبرّر الاعتداء على أملاك الآخرين و أفرح لأن ذا أسباقيات استطاع أن يخترق أخلاقيات شعب بأكمله ينتظر الفرج وينتظر معه معاقبة الفاسدين الكبار.
الوطن هو الخط الأخير الذي أنتظره كلّما أوجعني خوف وكلّما تسرّب إليّ وهم الاندثار..الوطن ليس خطّاً أحمر نبكي عليه ونفرح لمن يسرقه بذات الوقت..عندما نقول أحمر يعني ممنوع الاقتراب من رموش عينيه أو سرقة خبز عياله..ممنوع على الكبير المسؤول و الذي يده تطول و تطول و ممنوع على الصغير والذي انحصرت أدواته في أقرب الحلول وهي العبث بمصائر الناس و سرقة أمنهم ..!
الذين يفرحون اليوم لتلك الجريمة وتلك الحادثة ..سيبكون غداً..هم أنفسهم سيلعنون سنسفيل من يفعلها عندما تصل النار إلى مقتنياتهم..عندما يتطاول اللص الصغير على سياراتهم – لا سمح الله – وعندما يفقدون الثقة بالمشي بالشارع لا قدّر الله.!
المحذوف من المقال :
نعم لجرجرة الفاسدين الكبار وجميعاً..نعم للوقوف بوجه القرارات الجائرة أيّاً كان مقررها..نعم لاعادة النظر بكل الأسعار التي ارتفعت..نعم للاحتجاج بطريقة تحمي الوطن و تحافظ على مستقبله ..ولا وألف لا لمن يصوّر لنا الجريمة مهما صغرت أو كان سببها على أنها بداية للانفراج..!
الجريمة لا تولد إلا جريمة أكبر ..والخوف لا يولد إلا دماراً لا يحمد عقباه..وليذهب الفاسدون الكبار إلى الجحيم ..لأنهم لن يجرّونا إلى فرح مزيّف.
kamelnsirat@yahoo.com
 
تابعو الأردن 24 على google news