كلّ هذا الضيق
أعتقد أن المواطن الأردني (مزودها حبتين) في نظرته للأمور فهو يتذمر على الطالعة و النازلة..وهو يلطم في الشارع العام..وكأنه لا يوجد مشاكل إلا عنده..وكأنه لا يوجد فقر إلا أمامه وخلفه وفوقه و تحته..وكأنه البني آدم الوحيد إللي عايش الحرمان..!
إذا أراد المواطن الأردني أن (تسلك) معه الأمور وأن يشعر بقليل من الطعم الحلو لحياته فما عليه إلاّ أن يغيّر زاوية الرؤية للأمور..! مثلاً : بلاش يفكّر وهو متمدد على ظهره وهو ينظر للسقف..فليجلس وينظر للأرض..! بلاش يضرب كوعاً و ينزل تحليلاً و نميمة على كلّ خلق الله..بلاش من الكوع كلّه؛ و ليقتصر النميمة على نصف خلق الله ..! بلاش يعمل فيها (أبو العرّيف) في كلّ شيء..ماله (أخو العريف) أو (ابن عم العرّيف) ؟ حبكت إلا أبوه للعرّيف..! فليتواضع الأردني قليلاً..وسيرى أن الدنيا بخير..!
ماذا لو ارتفعت الأسعار شوية؟ طارت الدنيا يعني؟ خلص ما فيش تفهّم للارتفاع ؟ طيب حتى الارتفاع أحسن الروتين القاتل لثبات الأسعار..الارتفاع يدلّ على الحركة والحركة بركة..! ماذا لو مشيت في كلّ تجاه و جاء (بوزك) في (بوز) ناس لا كلام على لسانها إلا: اعرف مع مين بتحكي؟ صحيح ليش ما بتعرف..لمتى رح تظل جاهلاً في الناس؛ لازم تعرفهم واحداً واحداً..؟!
ماذا لو تقبلتَ كلّ هذا الضيق بنفسية الفارس و النبيل..؟ ماذا لو جلستَ مع الأسعار وتفاهمتَ معها وجهاً لوجه..؟ ماذا لو استهديت بالله و مسحتَ وجهك بالرحمن ..؟ ماذا لو عقدتَ اجتماعاً طارئاً مع نفسك وأقنعتها أن الدنيا بخير وبلاش زعبرات و هوبرات على ساعة هالصبح ..؟
الدستور