تراتيل امرأة لاوية بوزها (3)
أتذكرها حين قالت له بأنها تحبّه وأنها ستموت بدون حبّه وأنها لا تستطيع الاقتران بغيره.. وساعتها بكت..بكاؤها كان مُرّاً..أنفاسها تختنق؛ وعيناها تحولتا إلى شلاّلين يمكن التقاط السيلفي معهما ..!
بعد أقل من ثلاثة أشهر ..انقلبت المتحولة على كلّ هذا الحب..وقالت له مع لوية بوز (تقطع الخلف): خلينا أصدقاء أحسن لي ولك ..! ضحك صاحبنا كثيراً و طويلاً..ضحك حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت..فقد كان يقول لها في أوّل لوية بوز : شوفي يا بنت الناس..دعينا لا نتورط ..دعينا نكن أصدقاء من الآن ..فالحب إن وقع لا يقع إلاّ على قلبين جمرين يزدادان اشتعالاً..الحب لا يمكن أن ينزل إلى مرتبة أدنى منه ولو كانت صداقة ..وكانت تصفّق له و تقول : أنت مشروع مفكّر يا حبيبي..!
كثير من لاويات البوز يتعاملن مع الحب كما يتعامل السياسيون مع الظروف..يوم حبّ حامي..ويوم حب واطي..ويوم صداقة فاترة..ويوم حرب لا هوادة فيها..!! إنهنّ يتصرفن كما تتصرف الحكومات الشمولية مع الشعوب المستعبدة..تلك تفهم في كلّ شيء وتفعل أي شيء..والشعوب ليس عليها سوى البصم والتصفيق وتوزيع الابتسامات بين القرارات النازلة على رأسها..!
كلنا غارقون في الكراهية حتى ونحن بأعلى درجات الحبّ..والناظر للمشهد السياسي في الوطن العربي يدرك كم نحن مصابون بمرض (اللحظة)..فقرار الآن يختلف كليةً مع قرار بعد خمس دقائق وهو ذاته يتناقض أيضاً مع قرار (تالي الليل)..ودفاعاتنا وتبريراتنا جاهزة لكلّ أشكال التناقض..!
نحن في خرابٍ دائم ما دامت دائرة القلب لم تستقر مع فعل الحياة ..! ما دمنا لم نعِ بعد أن الأمور لا تُحلّ لدينا بلوي البوز سواءً من الحكومة أو من الحبيبة ..فالحب هو الحبّ و الصداقة هي الصداقة ..و لا يمكن لأعتى حكومة أن تقنعني أن حبيبتي صارت صديقتي ونزلت درجة ولكن من السهل جداً وبدون لوية بوز أن أقتنع أن صديقتي صارت حبيبتي وصعدت درجة بل واحتلت كلّ مسامات روحي..!
الدستور