jo24_banner
jo24_banner

شهداء مسحراتية..

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 :

اريد أن يجيبني المفتي أفيخاي أدرعي حول مشروعية عمل أبناء غزة كمسحراتية، يدقون طبولا ويهتفون في الليل البهيم لينهض العابدون في كل دين من نومتهم الطويلة؟ .. هل تراهم يلقون بأنفسهم الى التهلكة يا مفتي الاحتلال حين يعملون كمنبهات تنذر النائمين من خطر القتلة المجرمين؟.
تنهال علينا بطاقات التهنئة بحلول رمضان الكريم، وإنني أنتهز الفرصة لأسجل عجبي الكبير من مستوى الورع المفاجئ، الذي غدا وصفا للأمة العظيمة!، كيف يستطيع هؤلاء أن يفعلوها؟ لم ينساقوا مع تراتيل الشهيد الذي بذل دمه في البطحاء هاتفا «يا نايم وحد الله..يا نايم اصحى»، فاخترقته شظايا الرصاص الاسرائيلي الغادر، وانطلق في قافلة من شهداء كلهم نذروا أنفسهم لاستنهاض الأمة ساعة الضياع الثاني للقدس العربية الفلسطينية.. كيف استطاع هؤلاء المهنئون الورعون المترقبون لرمضان أن يعفوا أنفسهم من الحديث عن كل هؤلاء الشهداء الغزيين الذين تم قتلهم على الهواء مباشرة، بل على نصفه ونصف شاشة التلفاز، بينما النصف الآخر ينقل مراسم الاغتصاب الأمريكي للقدس؟ ..
يا نايم وحد الله..
فرسان هذه الأمة؛ انهمكوا في التنافخ شرفا على كلمة صدق قالها قائلها، بينما أهل غزة يسيرون سراعا يحملون نعوش أبنائهم الذين وقفوا عزّلا حول دورهم ليقولوا عاشت القدس عربية فلسطينية، ورفعوا عقيرتهم بالغناء لأمة الورع والتقوى، بأن تعيش حرة عزيزة وأن تصحو من سباتها، بينما الرد من الأمة صمم ومزيد من ورع وتبادل بطاقات التهنئة والدعاء بأن تنهال علينا أضواء البركة في يوم حالك السواد.
يا نايم قم، وحّد الدايم..
كلما دق طبل مسحراتي رمضان فاعلموا أنه صوت الشهيد الغزي الذي قضى لتفيقوا من نومكم «السحيق»، وكلما جلستم لفطور أو سحور فتذكروا أمهاتهم وأخواتهم وآباءهم وإخوانهم وزوجاتهم وأبناءهم وبناتهم ..بأي دمع يغمسون لقمتهم، وأي نحيب يرافق سماعه لآذان الفجر والغروب..
من أين يجد هؤلاء كل هذا الوقت والبلادة ليمنعوا أنفسهم من التفكير بأسراب الأطفال الفلسطينيين، الذين يرفرفون بأجنحتهم المضيئة حول أبواب الجنة انتظارا لآبائهم وأمهاتهم؟ لماذا لم يرسموا أجنحتهم على بطاقات التهاني بشهر الورع والتقوى والشعور مع المكروبين والبؤساء والأيتام والأرامل .. والثكالى بأمة غدرها شدة ورعها وتقواها؟.
طوبى للشهداء، فدمهم من أضفى على شهر رمضان وعلى الأقصى كل البركات.. وتبا للجبناء والبلهاء ولمن يعانون الصمم والغباء.

الدستور

 
تابعو الأردن 24 على google news