jo24_banner
jo24_banner

يد ثالثة تعبث فينا ..

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 :

حين نتحدث عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، فإننا نتحدث عن مزيد من التحديات تواجه الدور الأردني التاريخي بحماية حقوق الشعب الفلسطيني ودعمه لتحصيلها جميعا، وقد كانت وما زالت وجهة نظر بعض النخب بأنه عبء ثقيل سيحدّ من تأثير الدور الأردني.. فالقدس وفلسطين كلها تقع تحت الاحتلال، وقد تم تفسير الدعم العربي وغيره للوصاية الهاشمية بأن الجهات الداعمة تتهرب من دورها في دعم الفلسطينيين والقدس والمقدسات وتضع كل العبء على الأردن، الذي يمر بأقسى الظروف نتيجة الأحداث الإقليمية الأسوأ.
وحين نتابع أخبار الجريمة والحوادث في وسائل الإعلام المحلية وغيرها، نجد تطورا جديدا تحمله هذه الأخبار:
عمليات سطو متكررة في وضح النهار، وكلها تفشل بحمد الله، واليوم نتحدث عن حرائق لصوامع ومصانع ووفيات، وخسائر بعشرات الملايين، والقارىء يمتنع عن الاستمتاع بالإثارة المتأتية من مثل هذه الحوادث النوعية، بل نجده يقفز الى التفكير بالأمن ورجاله، وبالقضاء، يريد أن يفهم من يقف خلف تلك الحوادث الجديدة الفادحة، وبعد أن يقرأ بعض التصريحات والتفاصيل عن هذه الحوادث يدرك تماما أن جهة ما تقف خلفها، وليست المسألة مجرد أفراد اقتنعوا بفعل جريمة، ولا هي مجرد أخطاء تأتي في أوقات مثيرة، بل تترسخ القناعة بأن جهة مستترة تقف خلف ما يجري، وهذا يفسر امتعاض القارئ والمتابع والسامع مما يجري، ويريد من الأمن أن يكشف عن كل تلك الحوادث والجرائم وأسبابها ومن يقف خلفها، وهي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأجهزة الأمنية، لكنها تجيد عملها دوما وتخرج بنتائج ترضي الناس وتقنع المتابعين، والأجهزة الأمنية لا غيرها، هي الأقدر على فهم سلوك الجهات المستترة التي تعبث بالأرواح والممتلكات والاستقرار.
هل هاتفك يعمل على البطاقات المدفوعة مسبقا؟ ..إن كان كذلك وتمكنت من فهم سرّ ارتفاع أسعار بطاقات الشحن، فأتمنى أن تزودني بالسبب، لأن هاتفي سيحتاج الى شحن قريبا، ولا أريد أن أتعرض للموقف ذاته، أعني ذلك الذي حدث قبل أكثر من أسبوع، حيث اكتشفت أن سعر البطاقة «أم تسعة دنانير» أصبحت بعشرة دنانير، رغم علمي المؤكد بأن شركة زين لم تقم برفع أسعار بطاقاتها، وعلق على صفحتي الاستاذ موسى الطراونة الناطق باسم دائرة ضريبة الدخل والمبيعات مؤكدا أن لا رفع ولا ضريبة جديدة على بطاقات شحن الهواتف، وفي حين قالت شركة واحدة إنها رفعت أسعار فئات من بطاقاتها، فإن البطاقات الأخرى للشركات الباقية ارتفعت دونما قرار برفع أسعارها لا من قبل الشركات ولا من قبل الحكومة..فمن الذي قام برفع سعرها؟..أخبروني رجاء، فاليد الثالثة هذه لا قانون ولا أخلاق ولا منطق ولا نوايا حسنة تحركها..سوى مزيد من عبث واستغلال.
هل ترغبون بمزيد عن اليد العابثة وعن أصابعها؟..
حسنا؛ نوروني: ما الذي يجري بين نقابة المهندسين الزراعيين وحماية المستهلك؟ الأولى تطلب من الناس أن يقبلوا على شراء الدواجن واللحوم رغم ارتفاع أسعارها، بينما الثانية تدعو المستهلك للمقاطعة !.. شو اللي بصير؟! .. هناك جنود مجندة تنتظر تزاحم الأقدام في رمضان، تتربص الـ»زحمة» لتبيع سلعا بأسعار مرتفعة و»تكسب الموسم»، حتى البرتقال نفسه، أصبح وبقدرة خبير عليم مشروبا وطنيا رمضانيا، وانتشرت طاولات «سفرية» على جوانب الطرقات، تعلو كل طاولة عصارة برتقال يدوية وكؤوس وعبوات بلاستيكية، وتحت الطاولة صناديق من برتقال، والشباب منهمكون بتحضير «قناني» عصير لبيعها للصائمين قبيل موعد الافطار، إنك لا تستطيع إحصاء الطاولات والعصارات في الحي الذي تسكنه، لأنها تتزايد كل ساعة وهذا يعزز القناعة بأن المملكة أصبحت امبراطورية في الزراعة..!.
ورأيت فيما يرى النائم بأنني تأخرت عن موعد امتحان لمادة الفيزياء في التوجيهي، فاكتشفت بأنه يجري في التوجيهي كما في الجامعة، فيه «First» و «second» و «Final» !!، واكتشفت بأن معلم المادة يحمل اسما لم اسمع به من قبل «ثامر فخري»..بادرني بالقول لن أدعك تقدم امتحانا لأنك حتى لو قمت بتقديمه سوف تفشل الا إن حصلت على علامة كاملة، فأنت لم تقدم الامتحانين السابقين.. أي ثمرة من هذا الجهد وأي فخر بعد إهمالي للفيزياء واختباراتها، نهضت من النوم وفي ذهني تساؤل : هل أقدم الامتحان النهائي؟ كيف ستكون الأسئلة، وهل سأجيب عليها بشكل مثالي وأنجح في الفيزياء؟ ..ماذا عن الكيمياء والأحياء والرياضيات وسائر المواد والامتحانات.. لا بد أن المشكلة في طعام السحور الذي تناولته البارحة!.
يَدُكِ الصغيرة طفلة هربت..ماذا أقول لطفلة «تعبث».
يَدٌكِ.

الدستور

 
تابعو الأردن 24 على google news