شغّلْ قدرتك الفائقة
كمواطنْ ..امسكْ أولادكَ ..واخطبْ فيهم : يا أولادي ..فلْنتحسّبْ للقادمِ ..لا شيبسَ ولا فطبولَ ولا شعرَ بناتٍ ..يا أولادي الوضعُ خطير ..من يفتح فمه منكم ..كندرتي في فمه ..سيعضُّ عليها حتى يشبع ..ليس معي بعد اليوم سوى نَفَسي ولهاثي ..
قام الولدُ الأكبر : يا أبتي ..ما ذنبُ طفولتنا ؟ من أقنعك بأن (تتجوّز) ..؟ و تخلّفنا ..؟ كي ترمينا للقلّة والشكوى والحرمان ..!! صاح الأولاد جميعاً : يسقط والدنا ..مطعمنا الفقرَ ..!
كمواطنْ ..لا تبكِ أمامَ الأولاد ..تماسك ..واخْلعْها تكشيرةْ ..امسكْ صحناً واضربه على أول أرضٍ..ازرعْ رعبك في أولادك ..كسّر طاولةً _ مكسورة أصلا_ نطنطْ ..شغّلْ قدرتك الفائقة بتصويب ( الكفّ) و تنشين الشلّوط..نادِ الأمَّ ..اسحبها من شعر الرأس ..وقل في ثقة الغاضب : هذي آخرةُ الترباية تاعت أهلك ..!
أولادك مرعوبون الآن تماماً منك ..دموعهم وترجوك بأن تترك هذا المشهد ..وتعود الوالد ..ربّ الأسرة ..من يضحك وقت الآلام الكبرى ..من يهرب كل الناس إليه ..من يفرحُ فيه الشارع حين يطلّ عليه ..!
كمواطنْ : سرقوا منك الأحلام وصرتَ بلا أحلام ..أنتَ الجثّةُ ..تمشي كالكيس ..وتجلسُ كالدمية..لكنك ما زلتَ بداخلك ..رمادكٌ شغّال (ميّة ميّة) ..فاعرضه لأية ريحٍ ستعود الحارقَ والخارقَ والنافشَ ريشَ صلابته...
كمواطنْ ..لملمْ أطفالك..سشورْ شعرَ امرأتكْ..كنّسْ ما كسّرتَ ودمّرتَ..و رتّبْ فوضاكَ قليلاً ..واغزُ حصارَ حياتك ..وابدأْ ثمّ ابدأْ ثمّ ابدأْ..