صدمة التشكيل والشائعات
طوال الأيام المنصرمة وأنا أحاول قراءة ردود أفعال الأردنيين على التشكيلة الحكومية التي رافقتها إشاعات وتحليلات ونكات وسخريات وضاعت الطاسة وسط لجّة الأمواج حتى وصل الأمر لأن يخرج (الريّس) شخصياً على الفيس بوك ببوست طويل عريض يوضح فيه بعض ملابسات التشكيل ويدحض بعض الإشاعات..وليس كلها..!.
السؤال الكبير والتخين والوارم: لماذا كانت ردّة الفعل هكذا ؟؟ الجواب الخفيف اللطيف النظيف : مش عارف! وصدقاً كنتُ أتوقع ردّة فعل فيها بعض السلبية على أي تشكيلةٍ كانت ولكن ليس إلى هذه الدرجة التي تغرق البلد بالتشاؤم المطبق وكأننا أصبحنا كلّنا (ملزوزين ع الحيط) ولا يوجد بارقة أمل..!.
أنا مصدوم مثل البقية من التشكيلة..وما زلتُ أقاوم صدمتي ولكن؛ (أعلم أن كثيراً من الناس تكره «ولكن» هذه)..ولكن؛ وليس من باب إعطاء الفرصة فقط لأني أعلم أن كثيرين ملّوا منها؛ بل أجل الأردن ومن أجل الخروج من التشاؤم ومن أجل تصديق رجلٍ هو الرئيس غالبية الآراء تجمع على أنه صادق وعملي ولن يجور (هكذا يقولون الكثيرون) ..إذن..فلنختبر صدقه لبعض الوقت فقط ..ونحن في شهور (شوب) لن يستطيع أحد أن يغطّي المرج بأي ثلج..!.
أنا رأيي إن كانت القضيّة بالآراء أن نفسح المجال كاملاً أمام الحكومة لنرى قراراتها وهي لن تمكث طويلاً بلا قرارات كبيرة..فإن كانت قراراتها لصالح اللاهثين طوال اليوم خلف لقمة العيش وإن لم تمدّ يديها إلى جيوبنا وحلوقنا وإن فتحت معنا الحوارات الموعودة وإن كانت شفّافة بالفعل وإن لم تتغول علينا وإن حاصرت الفاسدين وإن اعادت صياغة كثير من القوانين التي تدعم الإصلاح وتبشّر بحياة مدنية حقيقية ؛ فلماذا لا نكون معها ولو كان كل أعضائها من قرية واحدة أو عائلة واحدة ..وإن كانت مثل الحكومات السابقة فأعتقد لستُ أنا من يدلّكم على الطريق الذي ستمشون عليه فأنتم صرتم تعرفونه تماماً..!.
اللي صار صار..تعالوا ننتظر قليلاً فقط..
الدستور