تصرّفات باذخة
بدون فلسفة و مواعظ ..أو دخول في تخريجات لا تغني عن الحقيقة شيئاً ..لا أصدّق أن جائعاً يتلوّى طوال اليوم ولا يستطيع تأمين وجبة غذائية متكاملة له ولعائلته أن تصفى نيّته لغنيّ يراه أمامه وهو يرمي في الحاوية بقايا طعام يكفي لإشباع عائلتين على الأقل ..! لا أصدّق أن من يعجز عن دفع فاتورة كهرباء و مهدد بيته الأقل من المتواضع بقطع النور أن يحب صاحب فيلا الكهرباء مضوية في بيته 24 ساعة ولم يعرف طريق شركة الكهرباء ..!.
للفقير مفاهيم ..و للغني مفاهيم ..الفقير يرى أن الغني كثر ماله بسببه وعلى حساب جوعه ..و الغني يرى أنه اغتنى بشطارته و بإرث آبائه و المؤمن منهم يقول بتوفيق من الله ..!.
الفقير لا يمكن أن يطمئن إلى الغني و لو كان أخاه ..و غالباً الأخ الغني (منقوق عليه) ..ويوجد من التفاصيل ما لا يتسع المجال لذكره ..! فإذا كان الأخ الفقير لا يوفّر أخاه الغني من العداوة (الداخلية على الأقل) ..فكيف له أن يحب الغني الذي لا يعرفه أو تربطه به رابطة ..!؟.
إن تصرفات الأغنياء الباذخة (كالصور والفيديوهات التي انتشرت قبل يومين) في زمن الجوع و الحاجة هذا؛ لهو شرخ يتسع ..ولا يمكن أن يستقر مجتمع وفيه فقير تغلق الأبواب في وجهه ..ولا يحدثني أحدٌ عن فلسفات القناعة و الرضا بالمقسوم ..لأن الصراع اليومي على الأكل و الشرب و الأساسيات يتجاوز أي كلام أو منطق أو فلسفة ..!.
الناس في ضنك ..و الفقراء بازدياد ..و المحبّة لا تُشترى..المحبّة لها أسباب و من أسبابها ألا تشقى الأكثرية و تلهث طوال اليوم لتحصيل ما يسدّ الرمق و البقيّة القليلة ترتع في ملاهٍ من ذهب ..! اصنعوا أسباب المحبّة لتوجد المحبّة ..وإلاّ فإنكم تطلبون ( الحبّ المستحيل ) ..!.الدستور