jo24_banner
jo24_banner

عن النكتة الأردنية

كامل النصيرات
جو 24 :

النكتة في الأردن تصنع خارطة طريقها وتضع على كلّ شارع فرعي بوصلة.. إنها تملك (جي بي اس) عملاقاً جداً تستقبله أجهزة العقول الأردنية فيتفاعلون مع النكتة حتى وصل الأمر أن النكتة الجديدة قد تصلك عشر مرات في اليوم من جهات مختلفة.
تطورت النكتة الأردنية إلى درجة أنها ما عادت ترضى بالوقوف على كلمة القفلة كي تصنع البهجة .. بل كبرت النكتة وما عادت تشرب الحليب بل هي الآن تمشي مع الجميع وهم لا يمشون دونها ولو نظرت إليها لعلمت أنها تملك الموقف الساخر.. لذا فإنها ساخرة وبامتياز.
ولمن يسأل عن النكتة السياسية فانني أقول له: أصلاً النكتة السياسية هي رقم واحد بالأردن وباقي النكت هي تحصيل حاصل ..والذي فتح شهيّة الأردنيين على التنكيت الشامل هي النكتة السياسية.
حتى أن أي سياسي أردني (مسؤول كبير) طالته النكتة لا يملك إلا أن يبلعها ويسكت وأحياناً يدعي أنه شارك في الضحك عليها ..بينما من الداخل هو يتقطّع قهراً وغيظاً ..لأنه بالنهاية أردني يكره من (يتمقلز أو يتمسخر عليه ).
فهذه النكتة الساخرة هي بنت المزاج الأخير ..فالمزاج السياسي هو الحاضن الحقيقي والأب الشرعي للنكتة ..ولو القهر والكبت وانخفاض منسوب الحريات وارتفاع الأسعار وكل القرارات تسد الأفق أمام الأردني لما تحوّل الشعب الأردني إلى صانع للنكتة أو راوٍ مدهش لها.
لذا ؛ فإنني أعتقد أن الكشرة الأردنية في طريقها للاندثار..أقصد الكشرة ذات الهيبة والتي تعتبر الضحك عيباً ..الكشرة الموجودة الآن هي كشرة الغاضب والمقهور والمأزوم والمليء بالمتاعب والمشاكل ..كشرة الذي لا يملك حلاً لتفاصيله اليومية الأساسية وكشرة السارح بذهنه خوفاً على أولاده والمستقبل.
انتظروا الأردني الساخر بنضج؛ فسيملأ عالمكم بالضجيج والسخرية والشموخ الذي لا يتنازل عنه مهما حاصرته جيوش الخيبات..!

الدستور

 
 
تابعو الأردن 24 على google news