الشرف العاري
العميق ليست مجرد كلمة ..فنحن أمّة إذا أردنا تمجيد كلام قلنا عنه: عميق ..وإذا أردنا تسفيه كلام قلنا عنه : سطحي أو سخيف ..! أمّة تجيد الشتم أكثر مما تجيد التقييم .. وتفهم في الجمود أكثر من تفهم باللحلحة ..أمّة على استعداد أن تعمل معركة كبرى لأن أحداً ما ذكر ( الأم والأخت ) بغير موضع طهارة ..بنفس الوقت الذي هي من تهين الأم و الأخت بغير موضع طهارة ..
ذات يومٍ قريب و قريب جداً و أمامي حدث ذلك ..شقيقان تصارخا على بعضهما ..وكادا أن يشتبكا بالأيدي ..الشقيق الأصغر قال لي بعد عشرات المحاولات من تهدئتي له : يا أبو وطن عند العرض بسيل الدم ..قلت له : صحيح ؛ بس اهدأ و قل لي : شو عمل أخوك ابن أمك و أبوك ..؟؟ قال لي : أخوي معه رقم (مُزتي)..ولازم يشطب الرقم ..لأنو كلّو ولا الشرف ..وإذا لم يشطب الرقم بدّي (....أمّه) وقال لفظاً سوقيّاً ..و اعترف بأنني (انحولت) فكرياً ..هو يدافع عن الشرف ولا يبقي ولا يذر لشرف أمّه هو ..!!
هذي هي حالتنا ..وهذا هو عمقنا ..وليس أي عمق ؛ انه العمق الاستراتيجي الذي ندافع فيه عن أوطاننا ..و الذي نرسم به مستقبلنا ..والذي كلّما مرّ يوم جديد عليه خلع قطعة جديدة من ملابسه المهترئة ..!!
الآن سأقول لكم كلاماً عميقاً و عميقاً جداً يشبهنا : سأدافع عن عمقي بالشوكة و السكين ..ولن أسمح لأحد بأن يمسّ كرامتي حتى لو كلّفني ذلك الغناء في الشوارع عارياً ..
الدستور