آخ منكِ يا عمّان..!
منذ رحيلي قبل تسع سنوات وأنا أحاول استيعاب الحياة في عمّان ..تماماً كما حاولتُ سابقاً وألف مرّة أن أستوعب الحكومات المتعاقبة ..!! وكل ما أخشاه ..أو يخشاه غريب مثلي أن يفشل في الاستيعاب ..لأنّ ( مخي مش مريحني ) أو لأن ( راسي قاسي ) ..أو لأنني لم أتعوّد على هيك نمط ( فيه شوية بريستيج ) ..وللحقيقة ..لأن محاولاتي الألف في استيعاب الحكومات المتعاقبة فشلت فشلاً ذريعاً ..لذا ؛ سأفشل ..ولن أرى نفسي ذات ( يوم نكد ) إلا وأنا جايب عمّال و بِكَم ..وطرانزيت على الغور ؛ في خيمة هناك تردّ إليّ الدفء الذي أفتقده الآن ..!!
لا لا .. بس أنا ما بعملها ..!! فرغم فشلي مع الحكومات ..إلاّ أن الحكومات تبقى ولا تزول إلا وهي مسلِّمة إللي وراها حبل رقبتي ...!! وهذه عمّان الآن ..دخلتها و قد ربطتني بحبل من خاصرتي ..و الحبل طويل جداً جداً ..بلا حدود ..وقالت لي : روح وين ما بدّك ؛ إن عدتَ إليّ كان به ..وإن لم تعد فسأشدّك من هذا الحبل و أجيبك على وجهك (ملو) ؛ حتى تفيق على واقعك الجديد..!!
لمّا كنت بالغور ..كان الدوار الرابع تاع الحكومة بعيداً عني ..الآن .. أقل من خمس دقائق وأكون في قلب الرئاسة ..!! زمان كنت أنتقد الحكومات وهي بعيدة عن عيني ..وها أنا منذ الرحيل أنا أجرّب أنتقدها وهي قدّام عيوني ..!! بس هاي الشغلة مقلقتني جدا ..أتعلمون لماذا ..؟؟ لأن الانتقاد لأي كان وهو مش قدّامك تاخذ راحتك على الآخر ..أما لمّا يكون قدّام عيونك ؛ مهما بلغت من النقد فستنتقد وأنت تضع كنترولاً على ألفاظك ..لذا من اليوم وطالع إن شعرتُ بهذا ..فسأضع رأسي على الحائط أي حائط ..وسأغمض عينيّ ..وهات يا نقد ..رايح أهريها إن لم تعتدل ..!!
الدستور