تفلاية
كيف تبحث عن فكرة وسط كل هذا الدم ؟؟ ..تريد أن ترتاح ..أن تتنفس ..أن ترى نفسك بشكل صحيح .. وتقول أفكارك؛ كل أفكارك دون أن يفلّي شعرك أحد ( حتى ما تسخسخ )..فهو يريدك دائماً بحالة سخسخة!! ...
وأعتقد ..بأننا البشر الوحيدون الذين نتعلم السخسخة على كَبَرْ..وكأنها البديل الشرعي والوحيد للدلع والتغنيج اللذين ضاعا منّا أطفالاً ..!! يداي مقيدتان للخلف ..وهناك من يطعمني الطعام ؛ حتى ما أوسِّخ أواعيّ / ملابسي ..هذا فعل سخسخة وآخر تغنيج ...!!و عندما يكتمل المشهد السياسي وتريد أن تراه بوضوح ؛ هناك من يأتي من خلفك ويضع يديه ( بعد الحك في مكان ما ) ..المهم يحطهن على عيونك ..تتذمّر ما تتذمّرشي ؟؟ هذا إللي أجاك ..يلعب معك لعبة ( إحزر مين أنا ..؟؟) ..ملعون هو ..وعندما يرفع يديه القذرتين عن عينيك يكون المشهد قد انتهى وأنت كنت في حالة سخسخة وأنت مجبر على ألاّ ترى..والدم سال وملأ المشهد بالأحمر القاني ..!!
إذن ..نحن أفراد مسخسخون ..وحارات مسخسخة ..بل ودول مسخسخة ...وما أحوجنا إلى سخسخة عالمية جديدة ..ترد لنا هيبة المأكل ..وهيبة المشهد ..وهيبة ( التفلاية ) ..!! لأننا أضعنا أنفسنا وسلّمناها ..إلى سخسخات فعلية ؛ لعبت على كل أوتارنا الحسّاسة ..ففقدنا الإحساس ..وبدأنا نقطع أشواطاً طويلة في البلادة وفن الجمود..!!
نعم ..الدم الذي يفور الآن هو دمنا ..و مجازرنا العربية برغبة عربية وأيادٍ إسرائيليّة وامريكية..والشرف العربي ما زال يبحث عن شرفه ..لأن السخسخة تصنع مجازر بمستوى الخَدَرْ..!! فانظروا إلى سخسخاتكم وإلى حجم الدم الذي أريق ..تعرفون نتيجة استطلاع أنفسكم بأنفسكم ..!! وعلى سخسخة جديدة نلتقي بمجزرة أجدّ .. !!
الدستور