jo24_banner
jo24_banner

نحن استوكهولميون

كامل النصيرات
جو 24 :

كان صديقي الشاعر أكرم الزعبي يسخر مني بجلسة جمعتني به في مقهى بسمان الشعبي بمعية الصديق المشترك مأمون الصيفي ..ومصدر تلك السخرية عندما قلت له: نحن مصابون بمتلازمة استوكهولم؛ لأنه اعتقد بأنني اخترعتُ تلك المتلازمة من مخّي على طريقة: نح نح نحّيه!
وحينما قلتُ له: والله بحكي جد وهي متلازمة معترف بها في علم النفس أو علم الاجتماع أو علم الأبصر شو ؟ قال لي بصورة تشي بانهاء النقاش: اطلع من راسي ! فحزّت عليّ نفسي ونقحت عليّ كرامتي وانتصب الاستعراض بداخلي وقلتُ له: يا زلمة خلص أنا أدفع حقّ القهوة بس اسمعني دقيقة..فانفرجت أساريره وبدا الارتياح عليه وساعده مأمون بذلك عندما قال له: يا زلمة خليه يحكي ما دام مش دافعين من جيبتنا..!
وهنا بدأت مسيرة التحدّي عندي؛ أن أشرح متلازمة استوكهولم بدقيقة واحدة وأرضي غروري وأسقطها على حالتنا..فقلت له عداد الدقائق شغّال بخيالي: هذه المتلازمة باختصار هي تعاطف الضحية مع الجلاد أو تعاطف الانسان مع عدوه ..ألا ترى بأننا كلنا واقعون بهذه المتلازمة؛ فأعداؤنا لهم حظوة عندنا وجلادنا العربي لديه شعبية كاسحة تصل إلى درجة أن الآلاف والملايين تموت من أجله ..؟ ألا ترى بأن البس عندنا يعشق خنّاقه..ومن كثرة حبنا لهم في عالمنا العربي تعود الوجوه الظالمة هي هي..المسؤولون هم هم ..وكلّ من يستعبدنا ويحتلنا نعيده بالانتخاب او بالتعيين والانقلاب..نحن استوكهولميون يا صديقي..!!
أخذت أكثر من دقيقة معتمداً على ذهول أكرم ومأمون وعندما سكتُّ سألني بدهشة: معقول؟ طيب ليش سموها هيك؟ بلشت أتذكر فقلت له أتذكر أن لصوصاً خطفوا موظفي بنك في السويد فتعاطف الموظفون مع اللصوص وأحبّوهم ..ألا ترى كم نحبّ لصوصنا وحيتاننا ونسرع لتحيتهم ونسج القصص الجميلة حولهم..!
وقلت لأكرم ومأمون في نهاية الكلام: وأنتما بالذات مصابان بهذه المتلازمة..! فقال أكرم : كيف؟ قلت: مش شايف إني أكثر واحد طلب قهوة فيكما ومن حبكما لي أنتما من سيدفع الحساب لأني مفلس وماكل هوا ! فقال مأمون: ابشر..ضحكت وقلت لهما : يسعد دين التعاطف عندما يجعلك تشرب ما تشاء وتجد هناك من يدفع عنك لأنه يحبّك فقط ولو كنتَ أهلكته بالطلبات وأنتَ الظالم الفاجر..!

الدستور

 
تابعو الأردن 24 على google news