jo24_banner
jo24_banner

مجزرة أسعار نقابة الأطباء

كامل النصيرات
جو 24 :

في الوقت الذي كانت فيه نقابة الأطباء إحدى أبطال (ترويحة) حكومة الملقي لمجازر الأسعار التي ارتكبتها ولقانون ضريبة الدخل؛ فإنّ ذات النقابة التي نزلت إلى الشارع هي ذاتها التي هبطت قبل أيامٍ قلائل على الشارع وسواطير قراراتها بيديها تضرب الناس بأسعارها يميناً وشمالاً وكأنها نقابة قادمةٌ من كوكب آخر أو (غايبة فيلة)..!
لا أصدِّق أن النقيب وزملاءه الضالعين بمعرفة أحوال الناس صاروا لا يدكون فجأة وضع الناس..! هل كانت حشود الناس الموجوعة من جيوبها قبل أجسادها أمام عيونهم وهم يناقشون كيفية ارتكاب مجزرتهم أم أنّ الذي جرى لا يقال ولا يُرى..؟!
هذا يثبت من جديد أن النوايا الحسنة لا تصنع بطولات حتى النهاية..ويثبت مرّة أخرى أن الشبعان حينما يناقش أمراً يخصّ الجائع فلن يصل إلى مرتبة وضع نفسه مكانه..! للمرّة المليون ومن الصفعة الموجعة التي وجهتها نقابة الأطباء على وجوه الفقراء وغير الفقراء ؛ يثبت لدينا أنّ المرتاح لا يمكن أن يشعر بأوجاع المتعب ولو كانت لديه كلّ مواهب التنظير والحجج العقلية..فكلّ الأساليب العقلية التي من الممكن أن تخطر على بال لن تقنع مواطناً أو إنساناً لا يملك قوت يومه على أن يقبل بأسعار جنونية لا يملك دفع بعض بعضها أصلاً..! أم أنّ نقابة الأطباء حتى في المرض والوجع ناقشت الأمر بطريقة رجال الأعمال (إللي معوش ما يلزموش)..!
إنه من المعيب أن تأتي الطعنة من هنا..ولا يمكن تفسيرها حتى لو تم التراجع عنها..هذا بدل أن تنبري نقابة الأطباء إلى وضع استراتيجية يكون همها الأول: كيف نساعد المريض مساعدة كاملة دون أن نشعره بالذل والمهانة..!
اعتقد جازماً؛ أن قرارات مجلس نقابة الأطباء لا يكفيها ألف اعتذار؛ إلاّ إذا اعترفوا أنهم كانوا غائبين عن الوعي حينما اتخذوا قرارات مجزرتهم القادمة..فالناس التي تبكي كلّ يوم لأن ليس معها ثمن العلاج وتقف بالطوابير التي لا تنتهي على أبواب المستشفيات والإعفاءات الطبية هم ذاتهم الناس الذين لا يملكون ثمن الكشفيّة أيضاً..!
حينما يتحوّل الطبيب إلى (جزّار لحمة) فإن المواطنين يتحولون إلى أغنام وخراف ..وإني لأربأ بنا جميعاً أن نكون كذلك..! شويّة رحمة بكل كُتل اللحمة ..!

الدستور

 
تابعو الأردن 24 على google news