مشكلة القدّاحة..
أعاني من مشكلة القداحات منذ سنوات ...لم تنضبط معي الأمور ..كلما اشتريتُ واحدة ؛ سرعان ما ( تخرب ) ..!! قد تقع من يدي وقعة بسيطة و تافهة ؛ لكنها ( تتفركش ) و تذهب كل حتّة منها في طريق ..!! أو قد أخرج قداحتي على مرأى من الناس ..وهات يا كبس ؛ فلا فائدة بالتوليع ؛ مع أنها مليئة بالغاز ..و حجرها يقدح شراراً ..يعني من كل ثلاثين أربعين قدحة ؛ قد تنفع واحدة و تولّع ؛ ولكنها توليعة سريعة قد لا تكفي لإشعال السيجارة ..!!
لستُ وحدي ممن يعانون من مشكلة القداحة في الأردن ..أكاد أجزم بأنهم الجميع ..باستثناء من يستطيعون تأمين أنفسهم بقدّاحات غير شكل ..أو من الذين ما زالوا يستخدمون الكبريتة ..!! وقد تكون القداحة هي من أكثر الأشياء تلقيّاً للمسبات في الأردن ..!! وأنا شخصياً العبارة التي استخدمها كل أكمّن يوم في شتم القداحة عند خرابها : يلعن عرظ القداحة ..!! أما لماذا عرضها دون طولها ..فلا أعلم ..يجوز لأنها قداحة بلا أخلاق ..!!
المشكلة ..أن القداحة دائما تخرب معي في وقت حرج ...إمّا ليلاً و الناس نايمة ...أو وأنا أسوق في منطقة يصعب الوقوف او التوقف فيها ..أو في بداية جلستي بقعدة واجب اجتماعي ما ..والذين من حولك لا يحملون قدّاحات ؛ و تصبح تلتفت يميناً و شمالاً و كأنك تبحث بتوهان شديد عمّن يفهم عليك وينقذك ..!!
وللأمانة فإن الصديق غسان البدر حين علم بمشكلتي أهداني للآن أكثر من خمس ست قداحات إشي إلكتروني وإشي على غاز ولكنها لم تحل المشكلة لثقل وزنها أو لصعوبة التعاطي معها ..!
جربتُ كافة أشكال القداحات الموجودة في السوق ...طبعاً عندما أقول ( كافة ) و أقول ( السوق ) ؛ فأنا أقصد السوق الذي أعرفه و يعرفه أمثالي ..أما الأسواق الأخرى فلم تلمسها قدماي لغاية هذه اللحظة ..!! لذا ..فإنني أستطيع أن أقول و بكل شجاعة : أن هناك مشكلة حقيقية في الأردن اسمها القداحة ..!!
لماذا أسوق لكم حكاية القداحة بالذات ...فقط كي أقول لكم : شعب يعاني يوميا من مشكلة صغيرة بهذا الحجم ..هل يستطيع أن يحل مشاكل أخرى بأحجام مختلفة ..!!؟؟ بالنسبة لي : عندما تخرب القداحة ..ينقلب مزاجي ولا أستطيع السير بحياتي الطبيعية إلا عند توفر البديل ...فمن يوفر للأردنيين البديل الحقيقي؛ فقط كي يضبط مزاجهم على سنجة عشرة ..؟!!