لماذا تفشل الحكومات في ثقة الشعب؟
بكلّ بساطة؛ لأنها حكومات سطحيّة..حكومات تبحث عن الرضا المؤقت الذي سرعان ما يتبدّد لدى أول ارتطام بطلبات الناس الحقيقية..! لأنها حكومات تقرّب العميان والعرجان والطرشان وتدخلهم مارثون قيادة البلد وتطلب دعمهم ومباركة خطواتهم..!
تفشل الحكومات؛ لأنها تستبعد العميق ولا تفكّر إلاّ بحشد الأنصار المكروهين في المجتمع..تفشل لأنها تستخدم لترويج بضاعتها أدوات مقززة و منفّرة ؛ وتجلب أشخاصاً للمشهد ولا يحسنون الدفاع عن وجهة نظرها لأنهم لا يفكّرون إلا بكيفيّة ابتزازها وكسب المزيد من كعكها وبيضها وكيكها ولحمها وملابسها الفاخرة..!
تفشل الحكومات لأنها تنشغل في الأخذ و تستهين بالعطاء..لأنها ترى ما تريد أخذه يجب أن يكون حالاً وفوراً والذي يجب أن تعطيه يمكن أن يؤجل بل يجب أن يؤجل..! نعم تفشل ؛ لأنها في زمن الصورة (الفُل إتش دي) تظهر التفاصيل الصغيرة واضحة في صورتها؛ فنرى الخراب في الأرض التي تقف عليها؛ ونرى الابتسامات الكاذبة؛ والأسنان المتجهزة للانقضاض..ومع ذلك تصرّ على تأويل تفاصيل الصورة وإقناع شعوبها بأنهم (فاهمين غلط)..!
تفشل الحكومات؛ لأن لا أحد من أعضائها يجوع وشعوبهم تجوع..لأنهم لا يعانون تفاصيل المصروف اليومي؛ والشعوب على مدار الدقيقة تعاني: هل تشتري الدواء أم تشتري الخبز؟ هل تدفع فاتورة الكهرباء أم تدفع أقساط البنك؟ وهكذا دواليك.!
تفشل؛..وستفشل كلّما ظنّ المسؤولون فيها أنهم مشغولون جداً (ومش فاضيين) يقابلوا الناس بأريحيّة وبعد قليل نراهم يسرحون ويمرحون. ستفشل وتفشل لأنها تسعى لحلب (الغنم) فقط ولا تسعى إلى توفير العشب والمراعي له..تريد حليباً بلا تغذية للمحلوب..!
تفشل الحكومات وستفشل؛ لأنها تريد البناء على التراكمات؛ والتراكمات غثّها أكثر من سمينها..ستفشل لأنها تصرّ على إصلاح الطائرة وهي في الجو..ولم تفكّر بالهبوط بنا ليبدأ بعدها الحديث الحقيقي والاجابة عن سؤال: كيف نصلح الطائرة..؟!
ستفشل لأنها تريد أن تفشل فقط.