يا عالم ؛ حرام عليكم
نريد بصيص أمل..نريد بصيصاً حتى لو بدون أمل ؛ وأمل تأتي في مرحلة لاحقة ..! نريد نهاية للنفق المظلم..لا نريد نهاية فقط..!
تخرج للشارع..وليتك لم تخرج..الناس ليست هي الناس..ماشية وسرحانة..تأكل وهي سرحانة..تشرح وهي سرحانة..تنجب أطفالاً وهي سرحانة..!! حرام عليكم ما تفعلونه بنا..مش هيك قواعد اللعبة ..ولا هيك قواعد الحياة..ولا هيك نتعاطى مع بعض..!
يقول لي صاحبي: كأننا في سجن كبير..! قلت له : يا ريت في سجن ..أنا جربتُ السجن وأخبره تماماً..في السجن إن لم تكن محكوماً فأنت لا تفكر إلا في محكمتك وماذا ستفعل بعد أن تخرج ..وإن كنتَ محكوماً فأنت لا تفكر إلا بانتهاء الحكم وتخطط ماذا ستفعل بعد أن تخرج..! أمّا هنا؛ فأنت غير مسجون وغير محكوم وغير مطارد ولا تعرف ماذا ستفعل..؟! الدنيا تضيق بك رغم اتساعها ..لديك ألف مشروع ولا تعرف كيف تبدأ بمشروع واحد..! لديك مليون احتمال وأولاد الحرام الذين يقبعون لك في التفاصيل يحرمونك من احتمالاتك المليون..!
لماذا لا يفكر بعض المسؤولين بردود أفعالنا..؟ لماذا لا يخشون من تراكماتنا..؟ لماذا لا ينظرون إلى ما بعد آهاتنا ..؟ لماذا لا يحسبون حساباً لنهاية ذلّنا اليومي..؟ لماذا يوغلون في نصب الكمائن لنا كلّ يوم؟ لماذا يصرّون على استخدام اللغة البلاستيكية معنا والتي تفوح رائحتها النتنة مع إشعال أول سيجارة فيها ..؟ لماذا يصرّون على أننا بخير ونحن المرضى ونحن الأدرى بأوجاعنا؟ لو جاءك ألف طبيب وقال لك لا يوجد بك ألم وأنت تتألم؟ هل تصدّق الألف طبيب أم تصدّق إحساسك بالألم..؟!.
يا عالم حرام عليكم..ما تفعلونه بنا يهدم أوطاناً مهما كانت قوية البنيان..ويشرّد حضارات مهما كانت موغلةً في التاريخ..ويستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير..!
رحمةً بنا..وقليلاً من النظر إلى أوجاعنا بلا نظّارات زائفة و نظريات لا تفيد وقت الانفلات..!!
الدستور