اعترافات كاتم صوت جديد
في الرواية العربية المشهورة جدا (اعترافات كاتم صوت) ؛ كان الأب والأم والابنة تحت الإقامة الجبرية؛ مما يعني أن جيشاً بأكمله ومؤسسات أمنية تطوّق ثلاثة أشخاص فقط..لأن هذا الجيش وهذه المؤسسات جميعها بإمرة شخص واحد..وفي الرواية أيضاً؛ اعترف كاتم الصوت بجرائمه أمام امرأة اكتشف فيما بعد أنها صمّاء..!
للمفارقة العجيبة؛ أنّ هناك اعترافات في روايةٍ جديدة تكتب الآن؛ لكاتم صوت جديد..يكتشف هذا الكاتم بعد فوات الأوان أن الصمّاء تعالجت من الصمم..وأنها دوّنت كلّ اعترافاته..وأنها بعد كلّ هذه السنوات أنجبت شعباً بأكمله..والشعب كلّه يريد أن يهاجر ولكنه واقع تحت الإقامة الجبرية التي فرضها عليه كاتم الصوت..!!
وتسير الرواية - التي تُكتب الآن - في المفارقة الأعجب والأدهش؛ أن كاتم الصوت الجديد هو ابن تلك العائلة التي رزحت تحت الإقامة الجبرية ..وأن هذا الابن الذي كان قبل قليل من عمله كـكاتم صوت يضنى ويشقى في كتابة سيرة صمود عائلته الأسطوري وجمع هذه السيرة وتصديرها للشعوب كي يدركوا حجم المبادئ التي تمسّكت بها العائلة في مواجهة كاتم الصوت القديم..وحجم مأساة العائلة بفقدانها عمود البيت (الأب) الذي مات شهيداً على أيدي الرفاق..!
الرواية التي تكتب الآن؛ ستكون مغرية جداً في القراءة و للقراءة؛ ولكنها موجعةٌ جدّاً حين يصحو القارئ على هدير الشعب القابع تحت الإقامة الجبرية وهو يتحرّك في كلّ تجاه ولا يردد إلا مقطعاً شعرياً واحداً للشاعرة المناضلة لمعة بسيسو :
والجزارون ينتظرون
سكاكينهم مسنونة ..
ينتظرون..
والضحية .. تقذفها
الأمواج .. تتلقى..
سكاكينهم ..
الضحية .. في وجهي..
ووجهك ..
والسكاكين مشرعة ..
وليس من مرفأ