النزوح السوري.. لماذا ؟
عصام العمري
اذن المتضرر الأكبر من الهجرة السورية هو الاردن الذي يستقبل يوميا آلافاً منهم هاربين خوفا من انتصار الجيش النظامي متوقعين انتقامه منهم لمواقفهم المؤيدة للثورة وباحثين عن مأمن خارج الحدود ومحملين الدولة الاردنية مسئولية انسانية واخلاقية كبرى !
فلو أن الوضع باتجاه الحسم لصالح الثورة فلا داع للهروب خارج الحدود ، ولذا فالمشهد معقّد جدا وبحاجة لدراسة واقعية وطرح عديد من الاسئلة المشروعة في ظل أن التوتر على الارض السورية يتركز في الشمال واما الجنوب فالوضع هادئ نسبيا والطريق بين الشمال والجنوب غير سالك بسهولة ليسمح للآلاف بالنزوح جهارا نهارا !!
فالنازحون هم من جنوب دمشق ومن حوران تحديدا فما هو السبب غير البحث عن مكان آمن وهم يعلمون أن الاوضاع في المخيمات سيئة جدا ! أفلا يكونون مدفوعين ؟ أو تكون هناك أيادي خفية تدفعهم للهجرة استكمالا للحملة الاعلامية الشرسة التي تشهدها الحرب السورية فتتخذ من شكل هذا النزوح اسبابا للضغط على العالم للتدخل ضد نظام الحكم في دمشق لكسب حرب طال أمدها بلا نتائج حقيقية ؟
بالتأكيد الضغط الحقيقي هو على الاردن حكومة وشعبا وموارد وبيئة وتغيرات اجتماعية وانتشارا للآفات والسلوكيات وارتفاعا للآسعار والضغط على الحكومة التي بالكاد تستطيع تأمين مواطنيها بأبسط احتياجاتهم اليومية في ضل انتشار واسع للفقر يواكب ارتفاعا شبه يومي في الاسعار .
السؤال المشروع الى متى سيل النزوح الى الاردن ؟ وهل تدرك الحكومة الاردنية خطورة ذلك ؟ وهل يمكن أن يكون ثمة هدف خافيا على الجميع ولا يدركه احد وهو من صنع اقليمي يأخذ الاردن نحو منعطف خطير ؟؟!!