أين نحن من المواطنة الصالحة
إن المواطنه الصالحه صفة تطلق على العلاقة ما بين الفرد والدولة وما تتضمنه تلك العلاقة من حقوق وواجبات حددها قانون الدولة ، وارتباط الإنسان بوطنه وبلده مسألة متأصلة في النفس، فهو مسقط الرأس، ومستقر الحياة، ومكان العبادة، ومحل المال والعرض، ومكان الشرف، على أرضه يحيا، ويعبد ربه، ومن خيراته يعيش، والوطن نعمة من الله على الفرد والمجتمع، ومحبة الوطن طبيعة طبع الله النفوس عليها، ولا يخرج الإنسان من وطنه إلا إذا اضطرته أمور للخروج منه , فهو لو ابتعد عنه بإرادته أو مكرهاً, ولو لفترة من الزمن , فيبقى في قلبه ووجدانه, فهذه غريزة أوجدها الله في الإنسان , ومهما واجه الإنسان من مشاكل وظروف تضطره للابتعاد عن وطنه يبقى مستعداً لفداء وطنه بماله ودمه, وتبقى ذكرى وطنه الحبيب في قلبه وعقله .
والسؤال الذي يطرح نفسه دائماً عن العلاقة ما بين المواطن والدولة والمتمثلة بالحقوق المكتسبة التي يجب ان يحصل عليها المواطن لوجوده وانتماءه لهذه الدوله ، وما هي الواجبات التي ينبغي الالتزام بها اتجاه دولته ، حيث نسمع في كثير من الاحيان صيحات اللوم التي تتهم الدولة بالتقصير في بعض الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها ، الا انه لم نرى من الافراد من يقول ماذا انا قدمت للدولة والوطن ، وبماذا خدمت وطني الذي انتمي اليه بجغرافيته وجواز سفره وعلمه ومؤسساته وهويته .
ويظهر دور الدولة الاردنيه في هذا الجانب بشكل ايجابي بتنمية الوطنية في جميع الفئات العمرية , وخاصة فئة الشباب , لان هذه الفئة تعد هي الاساس ,وعماد الأمة , من اجل وقوفهم إلى جانب وطنهم في السراء والضراء, والضعف والقوة, وذلك من خلال تفعيل دور الشباب في المجتمع,مثل المشاركة في الانتخابات والترشيح وإعطائهم الحق في حرية التعبير عن ارائهم,ومنحهم فرص العمل, وبناء الجامعات والمدارس والمستشفيات المتطورة, وبناء المؤسسات والاجهزةالوطنية , ودعم مؤسسات المجتمع المدني .
ولذا فان دور المواطن في حرصه على مصلحة دولته يأتي من خلال تعامله الايجابي مع كافة مرافق الحياة العامه والخاصة بطريقة سليمه وسلميه سواء في قيادته لمركبته او تعامله مع موظفي الدولة بكل احترام وتقدير للجهد الذي يبذلونه في خدمة المواطن وعدم التعدي على الموظف العام اثناء تأديته لواجبه ، او الاستفزاز المستمر في اطلاق العيارات والالعاب النارية بمناسبة وبدون مناسبة ، واحترام السياقة على الطرقات وعدم التعدي على حقوق الاخرين في التوسط بالمعاملات او اخذ حق الاخرين في التعيين والتوظيف ، وكذلك عدم التعدي على الاخرين بالضرب والايذاء بسبب او دون سبب وارهاق وازعاج السلطات العامة وكثرة الشكوى والتذمر في المحطات الفضائية والبرامج الاذاعية والتلفزيونية المباشرة وغير المباشرة ، وكذلك البعد عن الاشاعات والاقاويل الباطله وتشويه صورة الوطن دون وجه حق .
وتلعب التربية دورا مهما في تنمية الشعور في المواطنة , وذلك من خلال مرحلة الطفولة , فتعليم الاطفال الإخلاص والعمل والنضال من اجل الوطن , يعمل على تنمية شعور المواطنة الحقة لديهم, حين يكبروا ويترعرعوا على هذه الخصال النبيلة , وللوطن حقوق كثيرة على أهله يجب عليهم التزامها والوفاء بها، كالانتماء إليه والفخر به والتكاتف بين أفراده، والعمل من أجل رفعته وعلو قدره، والمحافظة على مرافقه وموارده، والدفاع عنه .