jo24_banner
jo24_banner

ومن حقنا أن نعرف عن الميناء الجديد

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 :

قبل أيام؛ هبت رياح حملة اعلامية غارقة بأسئلة التشكك من كفاءة الميناء الجديد في العقبة، ولم أتابعها بشكل دقيق فالميناء ومسؤولوه «بعيدين»، وآثرت عدم المتابعة لأنني لا أريد الحديث بمعلومة منقوصة، لكن بعض العناوين تقفز رغما عن حكمة العيون وخبرتها، لا سيما حين يتطوع محررون لصياغة عناوين إثارة تنحو الى مزيد من تشكيك..حقهم أن يجذبوا قراء الإثارة ومزيد من اللايكات، ومن حقنا نحن جميعا أن نعرف، وهذه إشارة على منصة «حقك تعرف» التي تزمع الحكومة تفعيلها ونشر الحقائق عليها، دون اكتراث لما سيقوله القراء عن هذه الحقائق.. لكننا نؤيد كل ما من شأنه أن يجيب على تساؤل أو يدحض إشاعة، ويمنح المواضيع والقضايا مزيدا من شفافية..
وقبل سنوات؛ زرت مدينة العقبة، وتجولت مع مدير شركة تطوير العقبة المهندس غسان غانم على أهم المرافق الاقتصادية والاستثمارية فيها، وكتبت آنذاك عدة مقالات في هذه الزاوية، وحلقات من برنامج الاعلام والشأن العام الإذاعي، وكلها احتوت معلومات حقيقية وطنية مهمة، من حقنا أيضا أن نعتبرها قصص نجاح ونعززها في الحوار العام..وكان عبدالمجيد القرالة واحد من بين الموظفين الذين التقيتهم اذاعيا حين كان مديرا للساحة رقم 4، التي اعتبرتها إنجازا يسجل للدكتور هاني الملقي حين كان رئيسا لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وحديثه عنها هو الذي ثبت هذه القناعة في عقلي، فقد عمل الرجل في الميناء لمدة 33 عاما، منها 12 عاما مديرا لعمليات الميناء، فكلامه منطقي وعلمي وفيه معلومات فنية.
لكنه ومنذ أيام؛ والقرالة ينشر معلومات غاية في الأهمية حول الميناء الجديد، ويجري مقارنات مهمة مع الميناء القديم، ويقدم معلومات فنية اعتبرها دقيقة جدا ما دامت وحيدة ولم يتم التوضيح رسميا بشأنها، وبشأن ما انطوت عليه من تساؤلات، قد تصبح مفردات حملة اعلامية جديدة معارضة لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وسياساتها ومشاريعها لا سيما الميناء الجديد، ولن أتحدث عن مدى صواب او خطأ معلومات القرالة، لكنني أؤكد مشروعية التساؤلات المبنية عليها حتى يتم الرد عليها جميعا.
يقول القرالة بأننا تخلينا عن 13 رصيفا في الميناء القديم، كانت تتعامل مع حوالي 8 بواخر في نفس الوقت، وتتفاوت درجات مغاطسها، بين متر الى 13 متر، بينما لدينا الآن فقط 3 أرصفة ونصف، لا يمكنها أن تتعامل مع أكثر من 4 بواخر في نفس الوقت، ويقول بأن لدينا ارصفة جديدة بعمق مغطس قد يبلغ 15 مترا، وبقدرات مناولة متباينة، لكنها ارصفة قليلة، ولا يمكنها التعامل مع الاحتياجات الطبيعية للبلد، ولا مجال مطلقا لخدمة بواخر بلدان أخرى، كما كان يحدث في بعض الظروف تجاه بواخر العراق مثلا، أو الأزمات التي ارتبطت بالعراق.
من بين الأسئلة المهمة التي طرحها القرالة ما تعلق بالبواخر السياحية، التي لا يوجد لها رصيف في الميناء الجديد حسب أرقامه، ويصبح السؤال جديرا بالإجابة حين تتطوع آراء أخرى تعزز التشكيك بموقف السلطة وتوجهاتها حول السياحة وبواخرها، وأهمية تواجدها واصطفافها على الرصيف، وأثرها على قطاع السياحة والنشاط الاقتصادي هناك..
لا أتبنى وجهة النظر التي تحملها أسئلة عبدالمجيد القرالة «حتى الآن»، ولا يمكنني أن أقول بأنها غير محقة، حيث يجب أن تخرج معلومات فنية أيضا من قبل جهة ما في العقبة، تعطينا ارقاما او تنفي او تؤكد الأرقام التي جاء بها، وتجيب على الأسئلة التي طرحها الرجل بشكل مقنع، فموج بحر العقبة يهدر في مواسم ثم يهدأ، وكثيرون منا لا يعرفون عن البحار ولا عن سواحلها حين تموج أو تهيج أو تغضب.. فتهدر الميديا بالأسئلة..
«حقك تعرف» مبادرة حكومية اعلامية، لكنها في الحقيقة حاجة أردنية هذا وقتها، لتسلم الحقيقة أو تصل سليمة وترسو في ذهن المتلقي.

 








الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير