أيها الوزير

أخبرني ولو على عجل: هل تستحقّ أن تكون وزيراً؟ هل فيك خصائص مختلفة عن بقية خلق الله؟ هل مكثتَ في بطن أمّك عشرين عاماً من التحضير وأخذ الدورات وتعلّم أشياء لا نعرفها..؟ هل طولك أكثر من طولنا؛ وعقلك فيه خلايا غير الخلايا التي في عقولنا..؟ هل تجوع وتأكل مثلنا..؟ أو مثل أكلنا؟ هل (تطلع للحمّام) مثلك مثلنا؟ ويصيبك الإمساك والاسهال..؟!
ما الذي تزيده عنّا..؟ لماذا أنت وزير وعندك خدم وحشم ونحن المرميون على قارعة طريقك كي نرى (نمرة) سيارتك حينما تطلّ علينا؟ لماذا ألفاظك مع الأعداء دبلوماسية وناعمة وألفاظك معنا (دفشة) وخادشة لمشاعرنا؟.
ذات يوم حلمتُ أن أكون وزيراً..وسعيتُ وراء حلمي..راسلتُ كل خبراء الدنيا من أجل أن يبعثوا لي (كاتلوجات) جاهزة لأطبقها..وطبّقتها..وكلّما طبّقت كاتلوجاً ازددتُ فقراً وتراجعت مكانتي بين الناس..! ركّبتُ (ذَنَباً) ولكنه لم يصمد..وضعتُ مكياجاً في كلّ حفلةٍ و تجمّعٍ و مناسبة؛ لدرجة إنني لم أعرفني..ولم تزبط معي..!
أيها الوزير:
يا صابونة الميّت..ما هي الطريقة التي نستطيع أن نمسكك فيها..؟ نريد منك محاضرة واحدة ..واحدة فقط..تحدّثنا فيها عن (كيف تصبح وزيراً ؟) ..لا نريد غير ذلك..نريد أن نعرف طريقة الطبخ..والمقادير ..نريد الخلطة السحريّة..!
كلّ ما أخشاه أنك صرتَ وزيرا بالسحر و الحُجُب..لا مشكلة ؛ دلّنا على ذلك الشيخ الذي عمل لك (الحجاب)..وكم دفعتَ له..وبماذا وعدته..؟!
رأسي ستنفجر..لا شيء يميّزك عن الملايين من أبناء شعبي..بل أغلبهم يتميّزون عنك..فلماذا أنت بالذات..؟ ليش على راسك ريشة؟ من وضع هذه الريشة على رأسك؟ وأصلاً شو دخل الريشة بالموضوع ..؟!
أيها الوزير:
والله خطّك ليس أحسن من خطّنا في الكتابة..ونعرف الجمع والطرح والقسمة والضرب..لكنّنا لم ننظر للوطن بعينين مغمضتين..!