"الى الجحيم "
كُلّنا نهربُ من قَدَر الحُفرة إلى قَدَر المُستنقع ..وكلنا نُركِّبُ على سيقاننا ماكناتٍ للدفع الأمامي ؛ لنكتشف أن هذه الماكنات صنعٌ محليٌّ بامتياز ( أيْ تعمل للخلف ) ..فنعود عشرين خطوة للوراء ( ونيجي طَبْ على وجوهنا ) لنرفعَ رؤوسنا على مرحلة جديدة اسمها ( التقدّم إلى الجحيم ) ..!!
المواطن الذي يهرب من تلفزيونه ومن حكوماته إلى فضائيات الشقق وأشباهها..هو مواطنٌ هارب إلى الجحيم ..!! فالمواطن الذي لا يحبّ رؤية وزرائه ونوّابه ولا يحفظ أسماءهم ..ويستبدل الرؤيا هذه ؛ برؤية تشليقات شاكيرا وأرداف هيفا وأفخاذ ميشو ..هو مواطن لم تتزن لديه الرؤية في المشهدين ..!! لأنه يهرب من ( اللاعنين تَمِيْسه ) إلى فياغرا السمع والبصر ..!!
وبالمقابل ..فإن الحكومة ( إللي مْشمرة ) عن بنطلونها استعداداً لحملة تنظيف شعبها ممّا علق به من وَسَخ المصاري ( مش بيقولوا المصاري وسخ إيدين ..؟؟) ..هي حكومة شاردة من ( القَنْوة ) الدوليّة إلى المحرقة الشعبيّة ..!! مع إن (الشّرادة ) يجب أن تكون من الشعب إلى العالم ..ولكنّ اختيار الجحيم الأكبر دائماً هو من حسابات الضعفاء أمثالنا ..!! فلا المواطن يعرف كيف يهرب من حكومته إلى الاستقامة ..ولا الحكومة تعرف كيف تهرب من العالم المُتورِّطة معه ..إلى شعبها الذي كشفتْ عنه غطاءه ..!!
قيل ..إن زوجة قالت لزوجها : افرَحْ يا حبيبي رايحين نصير ثلاثة في البيت ...الزوج نطّ من الفرح وقال : شو ..أكيد إنتِ حامل ..؟؟ قالت : لا يا عمري ..ماما بدها تيجي تسكن معنا..!!
إذن ..صدقتُ حينَ قلتُ : ما اختلى مواطن مع مواطن إلاّ وكانت الحكومة ثالثهما ..!!