يا طارقُ أنا المطرُ
يا طارقَ عينيكَ على وجعي..أعرفُ انّكَ ترقبني كي تحظى بدلالِ السلْطةِ..هذا الوجعُ النازف يمتدّ و يمتدّ و يمتدّ بلا أجنحةٍ أو دزٍّ من أحدٍ..وجعٌ أصليٌّ يعرفُ كيف يبعثرني أو يتبعثر بي ..يعرف كيف يسايرني (تاتا تاتا)..؟! و الخطوةُ تلوَ الخطوةِ مُلْكٌ لقوانين الحالة ..انّي أنصهرُ ..!!
يا طارقَ عينيكَ .أما تخجلُ من وجعي ..؟؟ حينَ تراني أحملُ كندرتي بيديّ ..أسيرُ على مشطي..أركبُ رأسي ..أنطنطُ كالفاقد ..؟؟! هل يعجبُكَ المشهدُ ..؟؟ أتودُّ لو إنّي...؟؟ أودُّ..؟؟ أكرّرهُ..؟؟ حسناً كرّرتُ و كرّرتُ وكرّرتُ ..وما نلتُ سوى ذُلّي في كلّ خرائب الوطنِ المعجونِ بأنفاسي ..!! حاولتُ بألاّ أطرقَ عينيّ على عينيكَ الطارقتينِ على وجعي..لكنّي أبصرتُ جحيمَكَ نحوي ..ما خفتُ ولكن زاغَ البصرُ..!!
يا طارقُ ..عيناكَ العسليّةُ و الخضراءُ و كلّ الألوانِ بها سحرُ السجّانِ..و سحرُ السجّانِ نفاقٌ و ترانيمُ شقاء..! مهما بلغتَ من اللعبةِ ..مهما أجهدتَ كياني ..مهما حاصرتَ الروح و رحتَ تؤلّبُ فيّ مواجعَ غيمي الصيفيِّ و عطشي الشتويّ فلن أقبل بعد الذلّ بأن تنهار حكاياتي ..!! وسأنتصرُ..!
سأطيرُ إلى أمّي ..و أبي يستقبلني باللهفة ..وزقاق الحارةِ ..والوادي ..و صبايا ينظرنَ إليّ بـِلوعةِ فارسهنّ الممهورِ لهنّ الهاربِ منهنّ إليهنّ..الحاملِ وقتَ الوجعِ الأكبر شارعَ عشقٍ ليس يمرُّ به إلاّ من يملكُ قلباً كالمعجزة الكبرى ..يتدلّى وقتَ الحاجة ؛ و يمدُّ يديه إلى الكونِ و ينفطرُ..!!
يا طارقَ عينيكَ ..أنا المطروقُ ..هذي اللعبةُ آخرُ ألعابِكَ..فالمطروق يقاومُ ..بالشفتين يقاومُ ..بنسيم الليلِ يقاومُ .. بكلّ امرأةٍ تلدُ الآن شبيهي..!! يا طارقَ عينيكَ على وجعي ..وجعي أنت ..وأنتَ بلادُ المحلِ ..سأصيرُ غيوماً مشبعةً ..وأطيرُ إليّ كثيفاً.. أرعدني أبرقني..أبرقني أرعدني..فأنا المطرُ..!!