لماذا لم يشملني التعديل..؟!
أولادي دائماً يلعبون بموبايلي؛ لدرجة أنهم يضيّعون عليّ مكالمات مهمة يطنشونها ولا يخبرونني بها..لذا؛ في الأسبوع الذي سبق التعديل الوزاري؛ أصدرتُ فرماناً صارماً وحاسماً : ما حدا يقرّب على موبايلي؛ وإللي يمرّ من جنبه مجرد مرّ بدي أعتبر الله ما خلقه..! استغربت العائلة هذا القرار المفاجئ..! أم وطن كعادتها اعتبرت أنّ في الأمر (صيدة جديدة) فرمقتني بنظرتين تقطعان الخلف..!
خلوتُ إلى نفسي كثيراً خلال الأسبوع المنصرم؛ إذا اتصل الرئيس وخلص قرّر (يوزّرني) ؛ أي وزرة أختار..؟ معقول بهكذا حالات يتركونك تختار؟ مش عارف ؛ أنا جديد ع القصّة..لو الله يبعثلي حدا مار بالتجربة بس ..!
المهم : كنت خائفاً أن يفرض الرئيس عليّ وزارة بعينها..وصراحة أكثر: كنت خائفاً من وزارة التخطيط؛ لأني أسوأ بني آدم ممكن يخطط حتى لو بالقلم على ورقة..! يعني وزارة الخارجيّة ممكن أسلّك فيها وأصير نظيراً لـ(مايك بومبيو) وزير خارجية الأمريكان أو (سيرغي لافروف) وزير خارجية الروس..! وممكن أمشّي حالي في أي وزارة تخطر على بال بالكم..لأنني كبقيّة الوزراء العرب (بتاع كل حاجة)..!
المهم مرّة أخرى : إذا سهوتُ غصباً عني ونمتُ عشر دقائق؛ أصحو كالملسوع أتفقد موبايلي ولا أجد أية رنّة ومع ذلك أسال أم وطن: تلفوني رنّ؟ فترمقني بذات النظرة وهي تجيبني بنوع من العصبية: لا يا حبيب أمّك ما رن..وإزا كتير مشتاء اتصل انت..!
بقي يومان للتعديل الوزاري..أكيد في حاجة غلط ..يجوز الرئيس ناسيني عن جد ..مجرد نسيان فقط ..لذا لازم أعمل حركة تلفت الانتباه..ركبتُ سيارتي وعلى الدوار الرابع..لفّيته عشرين مرّة؛ ولا حدا انتبه..بعدين مع هالشغلة..؟ قلت لنفسي : زمّرْ يا ولد..بالتزمير رح ينتبهولك كل الذين على الرابع..كل ساعة أمعط مشواراً للدوار الرابع وأنا أزمّر..وألف وأدور وأنا أزمّر..كلّه ع الفاضي..!
وصار التعديل..وطلع إللي طلع..ودخل إللي دخل..وأنا للآن مش عارف ليش ما انتبهولي؛ مع إني والله زمّرت..وزمّرت كثير كثير..!!