احكي بس ما تكمّل
أكثر سؤال يواجهني به الأردنيون منذ أكثر من ربع قرن هو السؤال التالي: إنتَ تفكّر عندنا ديمقراطية بجد؟! طبعاً هو سؤال استنكاري ويحمل جوابه في طيّاته..!
لكنه يبقى سؤالاً شاهداً على حالة الكركبة الديمقراطية التي نعيشها..ديمقراطيتنا مريضة..معها كحّة وإسهال ولديها روماتيزم بالمفاصل..لدينا ديمقراطية ولكنها تحمل معها أينما ذهبت (كيساً) من الأدوية ؛ قبل الأكل وبعد الأكل..قبل النوم وعلى الريق..! ديمقراطية تعيش بالإبر والوخز..يرتفع السكري معها عند أول إشارة ضوئية ويرتفع ضغطها عند أول فتحة فم..!
أعترف بأننا نعيش في منسوب مرتفع قليلاً من الحرية قياساً ببعض الآخرين..ولكن مشكلة حرّيتنا أنها مزاجيّة..
حريّة المزاج هذه تولد الاضطراب..فأنت إذا قلت لأولادك : احكولي رأيكم بصراحة..وما أن يقول أول الأولاد رأيه أو نصف رأيه ؛ حتى تقطع عليه رأيه وتقول له مزمجراً: مش هيك يا حيوان..فعلاً ما بتنعطى عين..!
بالمختصر..وبلا فلسفة عليكم..وبدون استخدام مصطلحات توجع الرأس و تسبّب الغثيان..ديمقراطيتنا ديمقراطية : احكي بس ما تكمّل..! كيف يعني ؟ حلو السؤال..يعني يا سادة الكلام..مسموح لك أن تبدأ بالكلام..مسموح لك أن تتنحنح وأن تشرب كوب ماء قبل أن تبدأ..مسموح لك أن تعدّل جلستك وأنت تقول الكلمة الأولى..وبعد أول جملتين..التهمير و الزمجرة كلّها في أذنيك..حتى الرأي العام له ديكتاتورية يطبقها عليك..وكأنه يقول لك : خلص اخرسْ ما تكمّل..!
المهم ؛ اتركونا من كل الكلام الجانبي..وأستأذنكم لأن ديمقراطيتي الشخصية تنازع بإحدى المستشفيات الحكومية وبدها من يتبرع لها بالدم كلّ يوم..خلّيني ألحّقها قبل ما تموت..!