jo24_banner
jo24_banner

رجعة البيك شادي صلاح

كامل النصيرات
جو 24 :

أعرف الفنان العصامي شادي صلاح منذ عشر سنوات تقريباً..منذ كان يتزاحم مع الكبار كي يحجز له مساحة يضع قدميه عليها..قدّم نفسه فناناً كومدياً و تنطنط بين كافة أشكال الكوميديا لأنّ لا أحد يساعد أحداً بالمجّان..! شللٌ و محسوبيات..لذا؛ كان صمود شادي صلاح وسط الأمواج العاتية كبيراً..! لم ييأس..وظل يغامر؛ من الاستاند أب كومدي؛ مروراً بالتمثيل في مشاهد صغيرة ببعض المسلسلات والأفلام..وليس وقوفاً عند اسكتشاته و كمرته الخفيّة التي كانت جنوناً في جغرافيا مثل الأردن..لكنه زرع البسمة..!
أُشتهر في بداية صعوده بـ(الكنباية) ..برنامج خفيف لطيف ..يأخذ كنباية وكاميرا ومايكرفوناً ويلقي بها في أي مكان بالشارع..في أي زاوية من مؤسسة ..في أي مكان صالح للتصوير..كل مرّة يختار مكاناً جديداً..يلتقط ضيفاً كبيراً..أو ضيفاً من الشارع..ويبدأ معه حواراً عفوياً غير مُعدٍّ له مسبقاً..!
الآن وبعد كل هذه السنوات..صار عندي شادي صلاح مشروعاً مسرحيّاً..استفاد من كلّ شيء..وصار يزاحم على مسارح عمّان وعلى مسارح الفنادق في رمضان..وصار باستطاعته أن (يشيل) مسرحية كاملة بمفرده..وأن يكون معه فريق مسرحي..!
حضرتُ له السبت الفائت مسرحيته الأخيرة ( رجع البيك) على (مسرح الشمس) الذي يقود إعادة تأهيله المخرج عبد السلام قبيلات..لن أقول أن المسرحيّة (واو) حدّ الدهشة ؛ ولكنها تكفل لك إن حضرتها بمفردك أو مع عائلتك بأن تضحك..وبأن تبتسم وأن توصل لك عدة رسائل أنت تعيشها كلّ يوم بكامل تفاصيلها..! وكل هذه التفاصيل هي مصدر تلك السخرية في المسرحية وهي من تصنع (الافيهات) التي خرجت من رحم النصّ الذي قام بتأليفه أيضاً شادي صلاح..
ما أحزنني..أن هكذا مسرح هو جهد شخصي..بلا دعم من أية جهة ..لذا كانت المسرحية..عبارة عن كرسي واحد ثابت في كل فصولها..وكاسة ماء وقشاطة..لا يوجد اكسسوارات أخرى سوى تبديل الملابس لبعض الممثلين لمرة واحدة..! مما يعني أن هناك حالة تحد حقيقية لاخراج مسرحية تصنع الفرح ولو بأقل التكاليف..!
فريق مسرحية (رجع البيك ) الآخرون ؛ يستحق الإشادة لهذا التحدي والأداء..ابتداءً من فارس حدادين ووقوفاً عند عبير اللحام وزينة خريسات وانتهاء بالمخرج الشاب ذي الشعر الأبيض نبيل كوني..!
استمر شادي صلاح..فإنك تركلهم كي تضحكنا على ما نحن فيه..مشروعك ترفع له القبعة..

 
تابعو الأردن 24 على google news