تهديد وكأس
ذات مشكلة ؛ تهاوش قريبان لي بالكلام..صرفا لبعضهما وابلاً من أقذع الكلام..كنتُ أقف على مقربةٍ منهما..أسمع وأرى..وهما يزيدان من التهديد لبعضهما..كنتُ أرتجف؛ فالاثنان عزيزان عليّ..وحدوث مشكلةٍ بينهما يعني انهياراً اجتماعياً على الصعيد العائلي..وطفولتي حينها كانت لا تستوعب كل هذه الكميّة من التهديد..! الغريب أن كلّ الواقفين من أقاربهما لم يتدخلا ولو بكلمة..فأيقنتُ بأن الأمر خطير..فصوت صراخهما كان يغطّي على كلّ شيء..وانتهى المشهد بأن كل واحد منهما قال للآخر: اليوم آخر يوم بحياتك..وتركا المكان وهما كتلتان من النار التي لا تنطفئ..!
لم أستطع الجلوس في البيت أكثر من نصف ساعة..كنتُ أتخيّل بعقلي الطفولي كيف ذهب كلٌّ منهما للبيت وأحضر مسدساً أو سكّيناً وعاد للآخر وبدأ بالطخطخة أو بالطعن..فحجم التهديدات كان كبيراً جداً..! عدتُ بسرعة إلى بيت أحدهما..بل خوفي ورعبي من جعلاني أعود إليهما..! وجدتهما يجلسان وأمامهما كأسان مليئان بـالعرق وزجاجتان لا أعرفهما..وكانا يضحكان بلا حدود ويتحدثان عن حبهما لبعضهما وكيف أن الواحد منهما لا يساوي شيئاً بدون الآخر..!
الدستور