رداً على كلاب " دعوات مجهولة النسب"
م. أسعد البعيجات
جو 24 :
يحكى أن رجلاً كان لديه ثلاثة أولاد أسماهم جميعاً بـ "عبد الله"
ومضت الأيام وعندما كان الرجل على فراش الموت قال: عبد الله يرث وعبد الله لا يرث وعبد الله يرث ثم قبضت روحه ومات. تعجب الأخوة من العبارة كيف سيحلون هذه المعضلة ؟؟ فاتفقوا على الذهاب إلى قاضي المدينة .
وفعلاً مضى الثلاثة في الطريق وإذا بهم يرون رجلاً حائراً يبحث عن شيء ما. فأوقفهم وسألهم "لي ناقة تاهت مني ولا أعلم أين هي؟ هل رأيتموها في طريقكم؟
قال عبد الله الأول : هل بعيرك أعور؟
قال الرجل : نعم نعم.
قال عبد الله الثاني : هل بعيرك أعرج ؟
قال الرجل : نعم نعم.
قال عبد الله الثالث : هل بعيرك مقطوع الذنب ؟
قال الرجل وقد استبشر خيراً : نعم، إذن لقد رأيتموها أين هي ؟؟
قال الثلاثة : لا والله ما رأيناها.
جن جنون الرجل وقرر أن يصطحب الثلاثة إلى القاضي ..لأنه اعتقد أنهم أكلوها ويريدون إخفاء الأمر عنه.
لم يعترض الأخوة على الأمر بل قالوا: نعم ونحن ذاهبون لقضاء أمر عند ذلك القاضي.
وصل الأربعة إلى القاضي فقص الرجل صاحب الناقة القصة على القاضي.
قال القاضي : إن ما وصفتم به الناقة إنما يدل على أنكم رأيتموها ..هلا اعترفتم؟؟
قال الأول : والله يا سيدي ما رأينها ولكننا رأينا آثارها ..فعندما قلت إنها عوراء ذلك لأنني لاحظت أن العشب في المكان الذي مرت به قد أكل من ناحية واحدة ..وهذا دليل على أنها لا ترى إلا بعين واحدة.
قال الثاني: ولما قلت إنها عرجاء. فذلك لأن أحد آثار أقدامها أعمق من الآخر وهذا دليل عجز في إحدى رجليها.
قال الثالث: ولما قلت إنها مقطوعة الذيل، فلأنني وجدت بعرها قد تكتل بشكل كتل والعادة أن تحرك الناقة ذيلها لتنثر بعرها يمينا ويساراً. وهذا يعني أن ذيل هذه الناقة مقطوع.
نظر القاضي إلى الرجل وقال: اذهب يا رجل فالرجال ما وجدوا ناقتك قط.
وبعد أن رحل ذلك الرجل قص الأخوة الثلاثة القصة على القاضي فتعجب منها أشد العجب وقرر أن يبقي القضية إلى الغد ريثما يفكر بحل لها.
توجه الأخوة إلى دار المضافة لقضاء اليوم هناك وأحسوا بأن أحداً ما يراقبهم وبعد قليل وصلهم الطعام وهو لحم وخبز.
فقال الأول: هذا اللحم لحم كلب. وقال الثاني: هذا الخبز خبزته امرأة في الشهر التاسع من حملها.
وقال الثالث: وهذا القاضي ابن حرام.
وصل الخبر إلى القاضي، فسأل القاضي الطباخ: هل فعلاً هذا اللحم لحم كلب؟ فقال الطباخ: لم يبق لدينا لحم فقدمنا هذا اللحم وهو فعلاً لحم كلب.
فجمعهم في اليوم التالي وسأل القاضي: من قال منكم إن اللحم لحم كلب؟ فقال الأول: أنا. فسأل القاضي عبد الله الأول: قل لي يا رجل كيف عرفت أنه لحم كلب؟ قال الأول: في لحم الإبل والغنم وغيرها يكون الشحم فوق اللحم أما هذه فكان اللحم فوق الشحم.
فصرخ القاضي: أنت ترث من مال أبيك.
فقال القاضي: من قال منكم إن الخبز قد خبزته امرأة في شهر حملها التاسع؟ فقال الثاني: أنا. فسأل القاضي فتبين فعلاً أن من خبز الخبز امرأة حاملاً في شهرها التاسع.
سأل القاضي عبد الله الثاني: قل لي كيف عرفت عن هذا الخبز ومن خبزه؟ قال الثاني: رأيت الخبز منفوخاً من جهة ومستوياً في أخرى فتأكدت من علو النفخة أن صاحبته لم تكن تستطيع تحريكه عندما كان في بيت النار لأن هناك شيئاً يعيفها وهو بطنها الكبير من الحمل.
. فصرخ القاضي: أنت ترث من مال أبيك
القاضي: من قال منكم إنني ابن حرام؟ فقال الثالث: أنا. فقال
سأل القاضي أمه عن المسألة وأقرت بأنه ابن حرام، فسأل القاضي عبد الله الثالث: وكيف عرفت أنني ابن حرام ؟؟ فقال الثالث: لو كنت ابن حلال ما أرسلت لنا عيناً لتراقبنا ولا لحم كلب نأكله ولا خبزاً غير ناضج.
فصرخ القاضي: أنت لا ترث شيئاً.
قال الثالث: ولماذا ؟؟؟؟؟
قال القاضي: لأنه لا يعرف ابن الحرام إلا ابن حرام مثله.
وفعلاً ذهب الأول والثاني إلى أمهما وأقرت بأن الثالث أتى به والده من أمام باب المسجد ورباه وأسماه عبد الله
الزميل العزيز
المشكلة ليست في مجهولي النسب فهم ليس لهم ذنب في الحياة سوى ان ضمير مجهول فقد عذريته في وقت مجهول .
الزميل العزيز
ان تكون مجهول النسب قدر كتب لك دون اختيار ودون قوة لكن ان تكون مجهول الضمير فهذا اختيارك !!!!