مفارقات أمام من ينتظر
عندما تكتب بالرموز فاعلمْ أنّ هناكَ خوفاً مستفحلاً..وعندما تستحيل الكتابةُ بالحرية فاعلمْ أنّ الوجعَ داخلَ الأحلام مقيمٌ..وعندما تشعر بمغص في بطنك يتكرّرُ كلّما نظرتَ للحياة فاعلمْ أنه الجوع الذي لن ينفع معه الشيحُ والميرمية..! وعندما تُقدِّم جملةً و تؤخِّرُ اخرى فاعلم أن الأفكار في فوضى وأن المنتظرين كي يستلهموا منك الطريق والطريقة لن تنفع مع رؤوسهم كلّ طناجر الضغط ..!
الحيتان يحاصرون ماءك..والكبارُ الذين يمدّون أرجلهم في وجهك ووجه عيالك ويدعسون على لقمة خبزك ولا يكشفون وجههم ؛ هم ذاتهم الذين يحاصرون برّكَ وجوّك..! والصغارُ الذين يحلمون ليل نهار بأن يتسلّقوا على كتفيك وكتفي تفاصيلك الصغيرة والكبيرة في وطنك؛ هم دماملُ هذا الخراب..! هم خُرّاجه الذي كلّما لمستَ وعاءه بقشرته الخارجية تأوهتَ وتألمتَ وتراجعتَ للوراء من الألم..!
شعارُ الحريّة لا يكتبُ تحته إلا الفراغ..وشعارُ المحبّة مليءٌ بالكره و البُغض..وشعارُ التقدّم لا يقودك إلا للخلف..وشعار النزاهة مليءٌ بالفساد..والطريق السهل الذي يقولون لك عنه معبّأٌ بالسيول وتساقط الصخور والحفر الامتصاصية..أمّا أحلامك بالفرج فقد ضاقت بها الدنيا حتى أصبح الفرجُ ذاته ينتظر الفرج..!