فلترْها يا اللي تفلتر
يروي لي والدي حكايةً حدثت قريباً معه ؛ عن مندوبة مبيعات لفلاتر المياه المنزلية فتاة بغاية الورع والتقوى واللسان الحلو..ولأن بيت أهلي في قرية الكرامة في الغور الأوسط والمياه هناك يشتكي الناس منها فيلجأ قسم من الناس إلى شراء المياه المفلترة للشرب فقط..ويكمل والدي الرواية بأن مندوبة الفلاتر طلبت كأس ماء غير مفلتر من الحنفيّة وفحصتها فقالت أن نسبة (مش عارف إيش) مرتفعة جداً فيها..وطلبت كأس ماء أخرى من الماء المفلتر كي تثبت أن جهاز الفلترة لديها فعّال ويخرج النسبة الحقيقية في مكونات المياه..!
طبعاً لا أريد أن أحدثكم عن ذكاء والدي (الرجل الأمّي) ..بحركة خفّة من والدي جلبوا لمندوبة الفلاتر نفس كأس الماء السابقة وحينما فحصتها قالت لهم : شايفين (نسبة اللي مش عارف إيش) منخفضة جدا جداً ..! فكشف لها والدي الأمر وأُسقِط في يدها..وضاع الورع و التقوى وضاع معه كل العسل في اللسان..!
إن كان الخطأ في الجهاز فهو من يقيّم أمورنا الآن..وإن كان الخطأ من الذي يستخدم الجهاز فهو يكذب علينا في ذات المسألة مرتين..! وفلترها يا اللي تفلتر..!