لَـطْـعَة بـِ لَـطْـعَة
تحوّلت حياتي كلها انتظارا في انتظار أو لَـطْـعَة بلَـطْـعَة ..!! لذا ..اتخذتُ ستين عذراً لزوجتي وأنا أنتظرها كي توافق على الزواج مني ..!! والتمستُ ألف عذر للقاضي الذي حكمني ذات يوم وأنا ملطوع أنتظر شهوراً متتالية إلى أن وصلتُ إلى ( ما بدي براءة ؛ خلّيه يحكم و يخلصني) ..ورضيتُ بأعذار حكوماتنا المُتعاقبة على عقابي و هي تلطعني على مشارف فتوحاتها الداخليّة التي ما رأت إلا اللَـطْـعَ والانتظار ..!! وشربتُ مليون عذرٍ لكل أصدقائي و صديقاتي وأنا ملطوع كالعاشق الكاذب بانتظار أن يتشرّف أحدهم ويشرفني في صدق موعده ووعيده ..كلهم يعدّون اللَـطْـعَة لي و الانتظار..!!
ومع ذلك ..ما زلتُ أعيش تحت الانتظار؛ ملطوعاً كالواقف مصلوباً بلا ملابس وسط الأعاصير ..والوحيد الذي لم يلطعني ولم يجعلني أنتظر هو الفقر ؛ فكل لحظة يأتيني حتى بلا مواعيد ويطمئن على إني ( ماسح تماماً ) ويقول لي : اوعى تكون خنتني مع شي عشر ليرات ..وأنا أؤكد له بأني لم أخنه لأني غير قادر على الخيانة ؛ أمّا إذا الله فتحها علي فسأخونه مليون مرّة في الدقيقة وسأحاربه حتى آخر لَـطْـعَة بحياتي ..!!!!!