مَنْ يعلكُ مَنْ..؟
عندما تقف عند الاشارات الضوئية ..ما هو شعورك وأنت ترى الإشارة وقد صارت حمراء وأنت تصارع ثوانيها لكي تعرض بضاعتك على أكبر عددٍ ممكنٍ من الواقفين عليها ..؟؟ وما هو شعورك بالضبط وأنت تبيع أحدهم وهي حمراء و قبل أن يعطيك (الثمن البخس) تفتح خضراء ؛ فيدعس (الباخس) بنزينه ولا يعطيك ثمن علكتك ..؟ أيّ دموع تسكنك لحظتها وأي قهرٍ و أي حنق..؟ بل ما هي الجُملة التي تقولها ..؟؟ هل تطلق عليه لفظةً نابية..؟ أم تشتم الحياة بألفاظ سوقية ..وتكتفي بشتم الحياة ..؟!
أعلم أنك من المقهورين بهذا الوطن ..ومن المعذّبين بالأرض ..وأنك مهما علوتَ و علوت فستبقى (ولد العلكة ) و أحلامك لا تتعدّى بيع علبة أو علبتين ..و طموحك لا يتجاوز ساندويشة شاورما أو نص جاجة محمرة أو رضا أمّك وأنت داخلٌ عليها بربطة الخبز أم الربع ليرة ..!
أعلم أنك تتعذّب و الوطن معك يتعذّب ..وكلٌ منكما يضع اللوم على الآخر ..وبعد أن ينتهي اللوم تحضنان بعضكما و تبكيان معاً في الأزقة و الحارات و الضحكة الدامعة منكما تملأ الدنيا ولكنها لا تصل إلى من يفوزون بالوطن ويخسرون من به ولو كان ولداً كل احلامه أن يبيع العلكة كي لا تعلكه الحياة ..!!