مصير حارة أبو عواد
يرحل (أبو عواد) بعد أن رحل عن الحارة منذ زمن بعيد..! تلك الحارة التي كانت في ثمانينات القرن الماضي ..الحارة التي كل مشاكلها شوية نميمة على شوية فواتير على شوية سلوكيات لم نبرأ منها للآن.. لكنها كانت حارة من الـ (يوتوبيا) ..كانت بلا سياسة ولا أحزاب ولا حتى ضغوط خارجية ..! لكننا أحببناها لأننا كنّا نريد العيش فيها ونكتفي بما لديها من مشاكل..!
يرحل الفنان نبيل المشيني زعيم حارة أبو عواد والذي يقدّمه المسلسل بأجزائه الأولى قبل أن تتفرّق الحارة ويضيع أبطالها في الحارات الأخرى الواقعية ..فيسحقهم الواقع و يصبحون حكايات مؤلمة يتندّر بها الناس لليوم..!
لن ينسى الأردنيون (شي غاد)..والتي سارت بينهم سير المثل وأصبح استخدام هذه الجملة حالة أردنية يومية وكأنها تعبّر عن تحوّل اجتماعي وصلنا إلى مشاهده قبل الأخيرة الآن ..حالة من الرفض المجتمعي يزداد معها العنف والبلادة و التلوث السياسي حتى صار الخراب حديث الانقياء..!
برحيل أبو عواد تكون الحارة قد تفككت تماماً ..فتلك الحارة لا مختار فيها ولا شيخ عشيرة ولا حتى مدرسة ابتدائية ..ولن تجد اليوم من يخرج علينا ليطلب نصيبه من الحارة ولا من مقاعدها الشاغرة ..
رحم الله نبيل المشيني..قاد حارة وتركها مرتين ..مرة حين هاجر عنها ومرّة حين هاجر عن الدنيا..