المُعذَّبون بالديون
بعيداً عن التفاؤل و التشاؤم..وبعيداً عن التفلسف و اللفّ والدوران في اجتراح الحلول الزائفة ؛ الشعب الأردني الآن شعب مديون..مع استثناءات قليلة ؛ لا تكاد تخلو عائلة أردنية من مشكلة ديون تطاردها أو تطارد أحد أفرادها..! لا يخرجنّ عليّ أحد عباقرة الاقتصاد ويشرح لي أسباب ذلك..ولا أريد من أدعياء علم الاجتماع أن يفسّر لي لماذا انزاح مجتمع بأكمله وسلّم نفسه إلى (غَلَبة الدَّين وقهر الرجال والنساء)..!
لن أكون فارداً جناحي الأمل على أبواب السجون التي تنتظر ..ولن أخدع بيئتي التي لوّثتها عولمة وخصخصة حوّلت أحلامها إلى كوابيس وصارت كل أمانيها ألا يطرق باب ساكنيها شرطيّ (مديون هو الآخر) كي ينفّذ أمراً قضائياً بالحبس على مجتمع أغلبه مديون ..!
من صنع المشكلة يحلّها فلا يعقل أن تصبح النساء مهددات بالجرجرة ..وطلاب الجامعات تضيع زهرة شبابهم في اللهاث خلف كفيل لأقساط تعليمهم..! كفاكم عبثاً وإلاّ ....!
أمّا لمن يطالبونني في الحلّ السريع ؛ فإنني لا أرى حلاً سوى أن أجد من يداينني (30) مليار دينار وساعتها سأحل كلّ ديونكم وأقف على أبواب المستشفيات لأسدد عنكم أثمان الأدوية والعمليات ؛ وأبعث مندوبين عنيّ إلى كل مقهور بدين لا يجعله ينام الليل ويخشى طرقة باب أو رنة موبايل..!