أضغاث يقظة
لا يحسبن أحدٌ أننا نملك الوعي وكما يقال (عارفين الصحيح) وأن (راعي الغنم يحكي بالسياسة وفاهم كل شي)..! لا؛ هذا الذي ترونه ليس وعياً بل هو (أضغاث يقظة) ..الوعي ليس ثرثرة وكلاما مرسلا..الوعي ليس أن تعرف أنك مظلوم فقط..الوعي ليس أن تقول : هناك مؤامرة ..! الوعي ليس الشتيمة و تقول للذي يحاورك : أنا مقلِّع أو مقرِّن..! الوعي ليس أن تتحرّك دون أن تعرف أول الحركة وآخرها..!
نحن مجتمعات ينقصها من الوعي ما ينقصها من الطمأنينة..تحسب الأعداد المليونية التي تفيق كلّ صباح وتذهب للمدارس والجامعات ذاهبة للوعي والمعرفة ؛ بينما هي ذاهبة لفكّ الخطّ كي تجلس بعدها وتنتظر تحوّلات الآخرين التي تحلم بأن تمطرها ذهباً وفضة..!
هذه الجموع المليونية التي لا تنام على كتاب ولا تصحو على نظرية ..هذه الجموع التي تحسب حفظ اسم الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته سياسة ..هذه الملايين التي تنتظر كل رمضان لتسأل ذات الأسئلة : قطر الأذن تفطّر وإلا ما تفطّر؟ صلاة التراويح في البيت أم في المسجد ؟ أكلت وأنا ناسي هل أتمم صيامي؟! ..أين الوعي من هذه الأسئلة السطحية المكرورة ..وعليه فقس..
الوعي معرفة فاسألوا أنفسكم : هل تعرفون؟! أم سحرتكم أضغاث اليقظة..؟.