علبة سردين كبيرة جداً
ليس عيباً أن تكون ضمن سكان علبة السردين ؛ فأنتَ تبحث عن المأوى وسط الناس..والناس ارتضوا علبة السردين رغم الخنقة و الزحام..! إنهم يريدون طريقة عيش تكفل لهم مشاكل يفتعلونها بأنفسهم وتكون على مقاس طموحاتهم ..!
ففي علبة السردين يتم انتاج الروائح البشرية بحرفيّة عالية ويرتضون أن تكون مشاكلهم على ذلك ..! في العلبة يخنقون أنفسهم بأنفسهم ويعتبرونها عاداتٍ وتقاليد وما وجدوا آبائهم عليه..! في علبة السردين تتشابه الأشياء والشخوص رغم اختلافات الوجد والسرحان ..! في علبة السردين لا يوجد مكان لحبيبين كي لا يراهما أحد..
كل المناهج في علبة السردين..كل المواصلات هناك..والمعلمون والمهندسون والأطباء والوزراء و المقاولون و الممثلون والشعراء والذين يبحثون عن استبدال مكانهم في علبة السردين بمكان جديد في علبة السردين..!
الكل يتناحر داخل العلبة ..الكل يشعر بالزنخة ..الكل يبحث عن الخلاص..ولكن الكل عيونهم للأسفل فقط ..ولو نظروا للاعلى قليلاً ؛ قليلاً فقط ؛ لرأوا أن علبة السردين مفتوحة من الأعلى ولا سقف لها ..وأنّ بإمكانهم التخلّص من الاختناق والازدحام والزنخة؛ لو تدافعوا للأعلى قليلاً..
الدستور